1
أليسوا هم سودانيين والأرض أرضهم والديار ديارهم فبأي ذنب يُمنعون عن الدفاع عنها.؟ أوليس الحرائر اللائى يغتصبن بواسطة أوباش الجنجويد حرائرهم وأخواتهم وعماتهم وأهلهم الأقربين والأبعدين وفي نهاية بعضٌ منهم ..فبأي ذنب يُحرمون شهادة ينالونها بدفاعهم عن عرضهم.؟. كيف يفرضون عليهم الحرب ويحرمون عليهم الشهادة.؟
2
في زمان الغيبوبة الثورية…حُرم عليهم العمل السياسي ( ماعدا) فليس لهم الحق في حزب ولا حركة، صودرت دورهم وأغلقت كل مؤسساتهم ومنعوا من المشاركة فى كل شئ خلال الفترة الانتقالية التي انتقلنا منها لحالة الخراب التي نعيشها الآن.
3
كل شياطين الجن والإنس مسموح لهم بأن يُعبّروا عن مواقفهم ويعملوا، كل عملاء السفارات سُمح لهم بالعمل ، كل القونات و بائعات الهوى ومروجي المخدرات وحتى المثليين سمحوا لهم بالعمل بل هؤلاء أهدوهم مقر جمعية القرآن الكريم.!! اي والله. حين تمكنوا بلجنة التمكين ظنوا أن الله غافلاً عمّا يفعل الظالمون فعصف بهم، إنه شديد ذو انتقام.
كل أولئك سمح لهم بالعمل إلا هم .. ماعدا…
4
في ذلك الزمان حرموا من حق العمل فشردوا بالآلاف من وظائفهم بدعوى تفكيك التمكين ثم اعتقلوا وزج بهم في غياهب السجون بلا محاكمات لسنوات .صودرت ممتلكاتهم ، منعوا حق الكلام بل وحق الصيام والإفطار الجماعى!! باختصار منعوا من الصرف بأي اتجاه.. تذكروا أن ذلك في زمان ثورة شعارها حرية، سلام وعدالة.!!.
5
لايزال السؤال قائماً…لماذا يُحرمون على الاسلاميين الدفاع عن أرضهم وعرضهم.؟. لماذا يرتعبون من طلبهم الشهادة مثلهم مثل الآلاف السودانيين الذين يتدافعون الآن ليحموا أرضهم من غزو المرتزقة الجنجويد؟. حقيقة تحيرت….هذه آخر قائمة الممنوعات التي لم يكن يتصورها أحد، فكيف يمنع حق الموت ممن يسعى للشهادة دفاعاً عن وطنه؟.!!.
6
ما إن أذاع القائد العام للجيش دعوته للشعب للدفاع عن بلادهم حتى خرجوا مسرعين ليقولوا إن الآلاف من الإسلاميين قد التحقوا بالجيش ويقاتلون في صفوفه، الهدف من ذلك تسويق رسالة خبيثة مضمونها أن هذه الحرب هى حرب الإسلاميين لا السودانيين وتلك بضاعة بارت وأصبحت بلا قيمة وانتهت صلاحيتها باكراً
7
هب أن الإسلاميين وحدهم هم من هبوا لتلبية نداء الجيش والوطن، مايعيبهم في ذلك ؟. وهل غريب على الإسلاميين نصرة الجيش أو الدفاع عن وطنهم؟. أوليس هم الذين سارعوا في تسعينيات القرن الماضى بالدفع بالآلاف من أنضر شبابهم لأحراش الجنوب دفاعاً عن الوطن، فما الغريب أن يهبوا للقتال في صفوف الجيش وتحت رايته فى حواري الخرطوم؟.وهل مايفعلونه طلباً لدنيا أو سلطة أم أنه فداء لوطن انتهكت حرماته؟ كيف لا يقاتلون وقد أخرجوا من ديارهم…وكيف لا يقَاتِلُونَ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ أهينوا واغتصبت نساؤهم .؟ إذن متى يقاتلون إن لم يفعلوا الآن.؟ . أم أن المطلوب منهم أن يقولوا للجيش الذي دعاهم للقتال لجانبه… أذهب أنت وربك فقاتلا ونحن هنا فى أوزون قاعدون!! ْ
8
للإسلاميين أكثر من سبب ودافع ليقاتلوا في هذه الحرب المفروضة على بلادنا ، فالمشروع الجنجويدي العلماني المدعوم من دول شقيقة للأسف، واحدة من أهدافه تغيير هوية البلد وصياغتها على هوى صهيوني ليمسخها و يفكك أوصالها ليسهُل ابتلاعها وتقسيمها غنائم لكل الطامعين في ثرواتها.
ثم إنهم يدركون أن هذا المشروع إذا فاز وانتصر فهم أول أهدافه، فهو بالنسبة إليهم مهدد وجودي مباشر ولذا فإن مقاتلتهم للمتمردين حتمية حتى إن وضع الجيش سلاحه، فخيارهم أما أن يموتوا على المقاصل أو في منصات الشهادة، ليس لهم خيارات كثيرة ولذا فالغريب ألا ينهضوا لإفشال مشروع هدفه الأول اجتثاثهم من على أرض السودان.
9
إن الذين يشوشون على مشاركة الإسلاميين في القتال مع الجيش مع إن هذا أصبح الان متاحاً لكل السودانيين، إذا سألتهم رأيهم عن المقاتلين المرتزقة فى صفوف المتمردين يلوذون بالصمت ، حرام على بلابله الدوح حلال على المرتزقة من كل جنس.!!.
إن هدف جماعات المخذلين إرسال رسالة للمجتمع الدولي فحواها أنه إذا انتصر الجيش فإن الإسلاميين سيعودن للحكم لامحالة، وهذا قول فيه من السخف مايثير الغثيان، إذ أن الاسلاميين إذا كانوا يرغبون في العودة للسلطة والبقاء فيها على جثث وأشلاء الشعب لما تركوها لحظة ولما سقطوا ولكنهم آثروا على ألا يتمسكوا بالسلطة من فوق تلال من جماجم ودماء شعبهم كما يفعل المتمردون الآن، الذين حين عجزوا عن الانقضاض على السلطة بالخيانة ها هم يخوضون فى بحر من الدماء ليصلوا إليها، وهيهات.
10
على قيادة الجيش أن تفهم إن الهدف من هذا التشويش المتعمد هو عزل الجيش عن شعبه وعن قواه الحية القادرة على إسناده فى اللحظات الحرجة، على الإسلاميين ألا يقعوا أسرى لهذه الترهات وأن يمضوا في إسناد جيشهم والالتحام بشعبهم فالمعركة الآن لا تقبل سوى الفوز والانتصار بسحق المتمردين وإفشال المخطط الذي يستهدفهم ويستهدف سوداننا….. فهو
” لا ثوبٌ فنخلعُهُ
إن ضاق عنا.. ولا دارٌ فننتقلُ
لكنه وطنٌ، أدنى مكارمه
أنا فيه نكتملُ
وأنه غُرَّةُ الأوطان أجمعِها
فأين عن غرة الأوطان نرتحلُ؟!.”
عادل الباز