استيقظت العاصمة السودانية على يوم جديد من الاشتباكات التي أضنت البلاد منذ أكثر من شهرين.
فقد أفاد مراسل العربية/الحدث، اليوم الأحد، بتجدد الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة.
وأوضح أن اشتباكات عنيفة اندلعت في أم درمان مع تحليق مكثف للطيران الحربي.
نيالا تنزف
كما أفاد بتجدد التوترات في نيالا أيضاً بإقليم دارفور غرب البلاد، إذ سمع دوي انفجارات بأحياء وسط وشمال نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، التي شهدت على مدى الأسابيع الماضية اشتباكات بين الطرفين المتقاتلين، وانتهاكات رهيبة أعادت إحياء المخاوف من اندلاع حرب عرقية في هذا الإقليم الزاخر بذكريات اقتتال أليمة.
فمنذ انطلاق الصراع بين الجيش والدعم السريع في منتصف أبريل الماضي (2023)، تصاعدت المخاوف من تفجر الوضع في دارفور، لاسيما أن الإقليم شهد خلال السنوات الماضية اشتباكات قبلية متقطعة.
ويزخر هذا الإقليم الشاسع الذي تسكنه قبائل عدة عربية وإفريقية، والمشهور بالزراعة، وتعادل مساحته فرنسا تقريبا، بذكريات أليمة من الحرب الأهلية الطاحنة التي امتدت سنوات، مخلفة آلاف القتلى، فضلا عن مجازر كبرى بين القبائل، قبل عقدين من الزمن.
فقد اندلع الصراع فيه عام 2003 حينما وقفت مجموعة من المتمردين في وجه القوات الحكومية المدعومة من ميليشيات الجنجويد التي اشتهرت في حينه بامتطاء الخيول، وأدت أعمال العنف إلى مقتل نحو 300 ألف شخص، وتشريد الملايين.
ورغم اتفاقيات السلام العديدة، لا يزال التوتر مستمراً منذ ذلك الوقت كالجمر تحت الرماد، ينتظر شرارة لإيقاظه.
وقد تصاعد العنف بالفعل خلال العامين المنصرمين بشكل متقطع قبل أن يهدأ نسبياً، ليعود إلى الاشتعال ثانية إثر النزاع الذي اندلع بين الجيش والدعم السريع قبل شهرين.
العربية