زينب المهدي: احب نيويورك وباريس وأمستردام واعتبر نفسي ابنة عمّان والقاهرة لكن الخرطوم هي أمي❤️

في 2019 كنت بدرس في التصميم الحضري، كل قراءاتي حول المدينة ما المدينة، في اللغة العربية المدينة مؤنث.. لكن السيتي city يشار اليها بالضمير المحايد، سألت ‘حسين شريف’ الصغير ؛ يا حسوني تفتكر الcity ممكن تكون He ولا She .. فكر شوية كدة، وقال لي definitely ‘she’ (بالتأكيد مؤنثة)- ولا شك عندي ان المدائن إناث، والمكان المؤنث مكانة، وحنان، فمن أحنّ من الانثى؟ والمدائن أمهات وربّات خلق (لأن الحنان عندها يبدأ مُهرجا وشيطانيا ،إلى أن يبلغ رشده ويتوب اذا ما غدت أمّا ، والحنان لدى الأم مشهود’’ ومعلوم وهو باب’’ أفضى بها إلى الجنة.) كما قال عاطف خيري.

(٢)
أنا احب مدن كثيرة؛ احب نيويورك وباريس وأمستردام واعتبر نفسي ابنة عمّان والقاهرة… وإبنة أمّاتي البي حنّهن لجّني: الأبيض ونيالا وأكثر مدن النيل الأبيض والدمازين والخندق ومروي كلهن حبيبات قلبي وعندي لهن حنين..

لكن الخرطوم -العندي جمالها جنة رضوان – هي أمي❤️ وحين ينادى الناس في يوم الحشر ينادوني بأماتي الولدوني والربوني والحضنوني؛ بنت الخرطوم أنا.

هذه المدينة الفي مخيلتي تشبه درب الطير و “حلو درب الطير في سكينة”.. على ضفاف نيلها ولدت ونشأت ثم رحلت جنوباً إلى ضفاف نيلها الأزرق وما زلت اسكن فعلاً بين هذي الضفاف وتلك.

وهي أم الكل شجرة الضل، أم الولدتهم وأم الربتهم وأم الاتبنتهم وأم الجوها لائذين بحنانها.. والما بعرف الخرطوم ولا نام في حضنها صحي بجهلها 💔 مش بيقولوا الما بعرفك بجهلك!

(٣)
هل هناك ‘جهالة’ أكثر من هذا الدمار! بل ان القوم الذين جهلوا اقتحموا البيوت وسكنوها واحتلوها، أما الذين جهلوا فوق جهل الجاهلينا فقد راحوا يقصفون تلك البيوت والمباني والشوارع الحميمة التي ياما اظلتنا واحتوت مراتع طفولتنا وصبانا وشبابنا وكهولتنا .. قصفوها بالطائرات وهي تئن، ولم ينالوا سواها 💔.

الله يسلمك يمة، الله يسلمك ان شالله:
ابقي الصمود محفوظة بي يس، يوقف ليك الصلّاح صفوف ويسند جبارتك لا تنطلعي لا تنقلعي وتقومي أبهى قيام، ودايماً عليكي سلام ‘جيّاش وما مشروط’. وبرضو مشتاقين والشوق فتحنا بيوت.

#لا_للحرب
#لازم_تقيف
#لازم_تقيف

زينب الصادق المهدي

Exit mobile version