الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد.
أتقدم بالتهنئة بعيد الأضحى المبارك لأهلنا الطيبين الصابرين المحتسبين من أبناء السودان أينما كانوا ولكل الأمة الإسلامية.
يأتي هذا العيد وبلادنا تمر بفتنة عظيمة ومكر كبّار من خونة مارقين، أحلوا سفك دمائنا في الأشهر الحرم، قتلوا واغتصبوا ونهبوا وشرّدوا واجترحوا القبائح جاسرين غير هيابين للموقف العظيم، فاللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك، انتقم منهم، مزقهم كل ممزق، وشرد بهم من خلفهم، لا ترفع لهم راية و لا تحقق لهم غاية و لا تجعل لهم ولاية و اجعلهم لمن خلفهم آية.
فيا أهلنا احتسبوا القرح، وتجملوا بالصبر، وتعاونوا على المصاب، أسندوا الضعيف، وساعدوا المكلوم، وتفقدوا المضيوم، وتوحدوا وتعاملوا بأخلاق الإسلام ففي أزمنة الشدة تلوح بروق المنح وتفتح أبواب الخير العظيمة، فسابقوا ولكم الغنم و العاقبة للتقوى.
إننا نلمح الفرج، ونؤمن بالنصر، وندفع مع جيشنا الباسل، لتحقن الدماء وتسلم الأعراض وتحفظ الأموال، وعلى الباغي تدور الدوائر.
إن ما نشهده اليوم من مؤازرة قوية وعاطفة صادقة من الشعب السودانيّ الكريم التفافًا حول جيش البلاد ومساندة له بقدر الوسع والطاقة لهو حجة بالغة على كل معتد أفاك يزعم أنه يقاتل لأجل مصلحة الشعب، وهو يقتّل أبناءه ويعتدي على حرماته، وشباب السودان اليوم يقتلون بأيدي هؤلاء البغاة بدم بارد وأيدي آثمة وهم يدافعون عن أعراضهم وأموالهم.
اللهم انصر جنودنا واحفظ حدودنا و فكّ أسرانا وداوِ جرحانا وتقبل شهداءنا و أهلك أعداءنا
نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ.
د.محمد الأمين إسماعيل
الجمعة ١٢ ذي الحجة ١٤٤٤ه
الموافق ٣٠ يونيو ٢٠٢٣م