إبراهيم عثمان: الديمقراطية كقواد مفهومي!
( الهدن بين العسكريين لم تُوقف الحرب ولم تخفف معاناة المدنيين، اختصار الحوار بين العسكريين لن يؤدي إلى نتيجة، لابد من تواجد القوى الديمقراطية مع العسكريين في طاولة التفاوض لرسم طريق جديد ) – ياسر عرمان
▪️ لو سُئلت : ما هي أبعد كلمة عن الديمقراطية في هذا التصريح ؟ لأجبت بلا تردد : كلمة “الديمقراطية” !! فهي قد استُخدِمت – كما هي عادة القحاطة – لتؤدي معنى معاكس لمعناها الحقيقي، ولتخدم – بطريقة محددة وقاطعة وغير منكورة من قبل أصحابها – أهدافاً غير ديمقراطية، فقد أصبحت الكلمة تؤدي وظائف تمييزية، واحتكارية، واقصائية !!
▪️فلا أحد يستطيع أن يتهمني بتحريف قول الأستاذ عرمان إن قلت : إنه يقصد أن تتولى مهمتي وضع اتفاق وقف الحرب، والحكم بعد الحرب، الأحزاب التي يعرِّفها هو كأحزاب ديمقراطية، والتي يتفق معه المتمردون على استحقاقها الحصري لهذا التعريف، وهي تحديداً قوى الإطاري !
▪️ هذا الاستخدام يحوِّل الديمقراطية من عملية إلى كيان/ مجموعة أحزاب متحالفة، تحيل إليها الكلمة بطريقة حصرية لا تقبل “الإغراق”، ولا شأن للانتخابات، ولا لأي عملية ذات طبيعة ديمقراطية بالأمر، بل إن أهم سمات هذا الكيان هي احتقار الانتخابات والتهرب منها ! وهو ما يجعل الديمقراطية في حالة تضاد تام مع ما يسميه المفكر الأمريكي جون رولز “حس العدالة”.
▪️ على عكس ما تدعي أحزاب الإطاري نجد أنها أكثر جماعة تعطي للعسكريين أدواراً كبرى، فهي تنفرد برفض شرعيتي الانتخابات والتوافق، وتفضِّل، بدلاً عنهما، الشرعية التي يمنحها العسكريون، بشرط أن تكون خالصة لها لقناعتها بأن الجيش سيمنحها أكثر مما تمنحها الانتخابات، وأكثر مما يمنحها التوافق، وذلك لظنها أنها قادرة على الضغط عليه بالحرب والتظاهرات والعقوبات، ولقناعتها بأن الدعم السريع يحتاجها في مشروعه السلطوي !!
▪️ استخدم مقولة كليمنصو ( الحرب عملية جادة لدرجة لا تسمح بتركها للعسكريين فقط ) بطريقة مبتذلة جداً ، وطريقته مبتذلة لأنه ( هو ومجموعة المركزي ) كانوا قد أدخلوا كلمة الحرب في النقاش السياسي، وشددوا على إنها ( البديل ) لاتفاقهم الإطاري، وهذا يحمل درجة من درجات ترك القرار بشأن الحرب إلى حليفهم غير المؤهل لا عسكرياً ولا سياسياً !!
إبراهيم عثمان