ليس امام الفريق اول عبدالفتاح البرهان بعد جمعة الغضب التى جابت شوارع السودان والخرطوم تطالب بحسم الجنجويد سوى القول (سمعا وطاعة ايها الشعب الكريم) .
امام قادة الجيش الان خيار واحد هو المواجهة العسكرية الرادعة لمليشيا الدعم السريع، انتهت مرحلة التفاوض وهدنه البائسة، وتوافق السودان اليوم على طريق لاتجاه واحد امام البرهان جسدته شعارات ( لا تهاون بل بالهاون)..
اغلق اذنيك يا برهان عن دعوات الخارج المتواطئ مع مليشيا الدعم السريع ، واستمع لصوت الشارع الذى خرج وكانه بركان يغلي بعد ان صبر كثيرا على عمايل الجنجويد فى ممتلكاته ومقدراته وحرائره.
لم يعد امامك يابرهان سوى الانحياز لصوت المواطنين المغلوبين على امرهم والذين صبروا معك داخل خندق المعاناة لثلاثة اشهر والا فانك ستكون هدفهم قبل الجنجويد.
لانكتب ذلك للتخويف او التطاول على قائد جيشنا الذي نقدر ونحترم افراده من (مستجد) وحتى ( مشير) ولكن من واقع موجة الغضب التى ترنو الى القائد لتحقيق هدف واحد هو النصر المبين على مليشيا مرتزقة غادرة وخائنة سامت السودانيين سوء العذاب، وما زالت تفعل.
الذين رايتهم فى الشوارع سعادة الفريق البرهان هم شعبك الذي صمد معك داخل خندق المواجهة للشهر الثالث رغم تعرضه للجوع والقتل والسرقة والاغتصاب وكل الافعال المنكرة ، صبروا معك رغم فقدان منازلهم وسياراتهم واسباب رزقهم، واجهوا النزوح وذلة المعابر وضيم اللجوء وحجيم النزوح ومر التهجير القسري من ديارهم ، ابتلعوا بوجع شديد ذلة الدعامة فى الارتكازات واهانته فى الشوارع والبيوت، صبروا على تجريدهم من الممتلكات ، بعد ان استبيحت اموالهم وذهبهم وسياراتهم، دعموا الجيش يابرهان وهم الذين حملوا اسرهم وضربوا فى المجهول تفاديا لجحيم الجنجويد الذين اذاقوا الشعب السوداني مر العذاب نكلوا به واهانوه واستباحوا حرماته ومنازله واعراضه.
من تدفقوا فى الشوارع بالامس يابرهان صمدوا فى وجه العدم وجائحات الايام التى لا ترحم احتملوا الجوع والعطش وانعدام الكهرباء والمياه قبل ان يواجهوا خطر الموت فى الشوارع امس وبصدور عارية غير ابهين برصاص الدعم السريع، لكنهم رغم كل ذلك ما بدلوا ولاتخاذلوا فى انتظار نصر عزيز باسلحة جيش يثقون به ويفدونه بالغالي والنفيس..
لم يكن هينا على السودانيين ان يروا فيديوهات الحرائر وهن يغتصبن بواسطة وحوش الدعم السريع الذين لايمتون للانسانية بصلة، كان لابد ان يوحد فيديو الفتاة المغتصبة والاف المشاهد التى تشبهه ارواح السودانيين على صعيد طلب الشهادو فى سبيل الله ، لان الموت فى العروص ب ( يشبه العرس) فى عرفهم وقيمه التى تربوا عليه.
لم يترك الجنجويد قذارة الا واقترفوها بحق الشعب السوداني، ومن اسف يدمي القلب ان السودانيات يصحن تحت وحشية غزاة اجانب مرتزقة بلا مغيث ودون ان يحرك ذلك ضمير العالم ولا نخوة بعض الجيران او ثلة خائنة من السياسيين والناسطين الذين يشاركوننا الجنسية السودانية.
الرسالة الوحيدة التى وصعتها جموع السودانيين الهادرة فى (جمعة الغضب) ان الشعب الذي يقاتل الجيش باسمه الان يرفض الهدن، والمفاوضات السياسية، ولن يقبل باي خيار الان سوى الحسم العسكري، وانه جاهز لان يفني عن بكرة ابيه نصرة لاستغاثة الذين سامتهم المليشيا سوء العذاب من ابنائه المغدورين وبناته المغتصبات على ايدي المرتزقة الدعامة والغزاة الاجانب.
سيادة الجنرال البرهان، العمر واحدة والروح واحدة والحياة اما ان تعيشها بشرف او تغادرها بعزة ، لن نقبل تفاوض ولن نتفهم هدنة بعد اليوم، فمن سوء قوات الدعم السريع المتمردة انها اثارت غصب السودانيين باقترابها وتلاعبها باعراض حرائره وداست على كرامة شعب ابي وكريم لن يسمح بعودتها الى المشهد مرة اخري، هذا الشعب سيكنس هذه المليشيا وكل من يتحرك لتكون جزءا من اية معادلة قادمة، احذر سعادة الجنرال من غضبة الشعب فانه صبور ولكنه كالبركان اذا استشاط غضبا وانفجر، السودانيون مازالوا ينتظرون حسمكم للمعركة التى تطاول امدها بفعل الهدن والمفاوضات حتى فتحت عليه ابواب الجحيم.
سعادة الجنرال البرهان احذر غضبة الشعب الذى ينتظرك الان ليحتفل بالنصر فى الخرطوم، فقد طال به الضيم والظلم وفعلت به المعاناة الافاعيل وتوزع بين لاجئ ونازح وقتيل وجريح ومكلوم على مناظر السلب والنهب والاغتصاب واحتلال البيوت وسرقة المقدرات وحريق البلد، ليس امامك سعادة الجنرال سوى الحسم والانتصار، والا فان على الجيش والسودان السلام.
محمد عبدالقادر