هذا هو نفسه الدعم السريع الذي تظاهر القحاتة ولجانهم ضده هو والجيش والحركات المسلحة والأحزاب مجتمعين. في ذلك الوقت لم يمنعوا الناس من مواجهة الآلة العسكرية للدولة. كانوا ينتظرون من مجموعة شباب وأطفال أن يهزموا هذه القوات ويشنقوا قادتها ويحلوا الدعم السريع ووو.
ولكنهم تحولوا الآن إلى “وائل عمر عابدين”! لا لأنهم يخافون على الناس، وإنما لأن الإنتفاضة الشعببة ضد المليشيا الآن ليست في مصلحتهم.
الغضب الشعبي والتعبئة ضد المليشيا وجرائمها هذا أمر لابد منه ولن يعارضه من حيث المبدأ إلا نفس الخونة الذين ظلوا يطعنون الجيش في ظهره. ولكن دون ذلك من حق الناس أن يناقشوا عن الوسائل والآليات الأفضل للتعبير عن هذا الغضب، هل يخرج الناس في المناطق الآمنة؟ هل يطردوا المليشيا من البيوت؟ أو يكتفوا بكتابة هاشتاق؟ الاختلاف هنا طبيعي ومفهوم، ولكن يجب على الخونة أن يصمتوا.
هذه الحرب لن تنتهي إلا بهزيمة المليشيا وسحقها، هذا أمر مفروغ منه، ومن ينتظر تسوية تعيد المليشيا مرة أخرى سنتظر للأبد.
فإن تراخى الجيش في القضاء على هذه المليشيا سينتفض الشعب السوداني ولن ينتظر الجيش إلى ما لانهاية. اليوم جمعة الغضب وغداً مليشيات مسلحة. فهذه الحرب ليست بين الجيش والدعم السريع كقوتين عسكريتين تتحاربان بشرف بعيداً عن المواطنين، ولكنها حرب تشنها مليشيا ضد المواطنين وممتلكاتهم وأعراضهم أكثر مما تحارب الجيش. فلا مجال للحياد هنا.
وعلى حلفاء المليشيا أن يحثوها على الخروج من بيوت المواطنين والتوقف عن استهدافهم إن كانوا حقاً حريصين على حياة المواطنين.
حليم عباس