قال السيد عزت الماهري حول مؤتمره الصحفي إن المضايقات التي تعرض لها اتت من قبل الإخوان وعناصر الأمن.
الحقيقة هي أنه لم يكن هناك أخ مسلم واحد ولا كادر واحد من أمن الدولة بين من حضر مؤتمره الصحفي. كان جميع الحاضرين هم نفس الأشخاص الذين كانوا يتظاهرون منذ سنوات ضد نظام الإنقاذ في الوقت الذي كانت فيه قوات الدعم السريع جزءًا من نظام أخوان البشير. وكان حضور أولاد دارفور وصوتهم الاحتجاجي عاليا من وطنيتهم وعلي خلفية مذابح الجنينة التي لم تجف دماوئها بعد.
لكن السيد الماهري ليس وحده إذ أصبح استحضار شيطان الإخوان ممارسة معتادة للمثقفين عندما يريدون بيع أفكار فاسدة والترويج لسلع سياسية رديئة.
من أهم سمات الخطاب السياسي السوداني المعاصر أن استدعاء شيطان الأخوان أصبح الوسيلة الأسهل لإضفاء الشرعية على مواقف سياسية وفكرية وتحليلات يستحيل الدفاع عنها دون نشر بطانية الأخوان القذرة.
كما راج استخدام شيطان الإخوان للسنسرة وفرض رقابة على الفكر والتعبير تصور كل من تجرأ علي التفكير خارج الحدود المسموح بها بانه منهم بصورة أو باخري.
نعم أفسد نظام الأخوان ودمر وولد الدعم السريع لكن استخدامه كغطاء وفزاعة للتضليل يختلف نوعيا وجذريا عن تصفية تركته إذ أن ذلك الاستخدام النفعي يعيد ولادة شيطان الأخوان مرة أخري بمنظر جديد ومخبر لم يتغير.
حتي صار حظ العقل السياسي من الوعي لا يعدو أن الكيزان كعبين.
معتصم أقرع