إجتماع اللجنة الرباعية للإيقاد والتي ترأسها كينيا رغم اعتراض السودان خرج بعدد من القرارات منها ابتدار عملية سياسية في كينيا بمشاركة الأحزاب السودانية (المقصود حلفاء المليشيا في قحت) هدفها المعلن هو تحقيق السلام والديمقراطية والمدنية.
كينيا هي الوجهة الأولى التي ذهب إليها العميل عبدالله حمدوك في أول أسبوع للحرب، وهي التي يُقيم فيها المطرود فولكر رئيس البعثة الاستعمارية، وهُناك إشاعات تتحدث عن وجود (المرحوم) هناك. هذه محاولة جديدة برعاية فولكر لإعادة إنتاج وفرض العملية السياسية المقبورة. عملية سياسية كاملة من الألف إلى الياء خارج السودان تتحكم فيها بالكامل أطراف خارجية تعادي السودان وجيشه بشكل سافر وصريح ولا تعترف بالجيش أصلاً وتتبنى وبشكل سافر رؤية المليشيا وحلفاءها لهذه الحرب، بل ربما رؤية أكثر سوءا.
السودان لا يمكنه أن يقبل بهذه المبادرة بأي شكل من الأشكال. ولا أظن أن مؤسسة الجيش يُمكن أن تقبل بالذهاب إلى نيروبي للمشاركة في مناقشات وورش حول تفكيك الجيش وإعادة هيكلته بمشاركة فولكر والمليشيا وحلفاءها الداخليين والخارجيين. عملية سياسية في كينيا التي تسمي الحرب الحالية ب حرب بين جرالين ويتكلم وزير خارجيتها بكل وقاحة عن معاقبة قادة السودان وكأنهم تلاميذ عنده، لن يتجرأ البرهان للقبول بها ولا من باب المناورة.
مشكلة المليشيا والمجموعات العميلة المتورطة معها في هذه المؤامرة حلها في السودان، حلها حل عسكري في المقام الأول بتدمير هذه المليشيا وسحقها عسكرياً. والتهاون وتقديم التنازلات والرضوخ لن يقود إلا إلى المزيد من الضغوط والمزيد من الاستخفاف بالسودان وبسيادته. لابد من وضع حد لهذا الاستخفاف بشكل حاسم. والبداية هي حسم المعركة العسكرية.
حليم عباس