قدَّم وزير الصحة السوداني، هيثم إبراهيم، أمس، حصيلة ثقيلة عن عدد ضحايا الاشتباكات المسلحة بين الجيش و«قوات الدعم السريع». وأوضح في تصريح له أنَّ أكثر من 3 آلاف قتيل و6 آلاف جريح سقطوا منذ بداية الصراع في منتصف أبريل (نيسان) الماضي.
وأكَّد الوزير السوداني أنَّ نصف مستشفيات الخرطوم البالغ عددها 130 ما زالت تعمل، لكن جميع مستشفيات ولاية غرب دارفور، في غرب السودان، خارج الخدمة.
في هذه الأثناء، بدت الأوضاع في العاصمة الخرطوم، أمس، هادئة؛ بدخول الهدنة الحذرة يومها الأول، وتوقف القصف الجوي والمواجهات العسكرية بين طرفي النزاع، وعادت حركة محدودة للمواطنين في الشوارع، حسبما أفاد به شهود عيان. وكانت السعودية وأميركا أعلنتا، مساء أول من أمس (السبت)، عن توصُّل ممثلي الجيش و«قوات الدعم السريع» إلى اتفاق في مدينة جدة يقضي بوقف إطلاق النار في كل أنحاء السودان لمدة 72 ساعة، بدءاً من الساعة السادسة صباح أمس.
وأعلنت السعودية والولايات المتحدة في بيان أن الطرفين تعهَّدا بالامتناع عن «التحركات والهجمات واستخدام الطائرات الحربية أو الطائرات المسيَّرة أو القصف المدفعي أو تعزيز المواقع أو إعادة إمداد القوات»، وسيسمحان «بحرية الحركة وإيصال المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء السودان».
وتأتي الهدنة قصيرة المدى بعد أسبوع من احتدام القتال بين الطرفين، الذي خلَّف مئات القتلى والجرحى وسط المدنيين في الخرطوم وعدد من ولايات دارفور وشمال كردفان خلال اليومين الماضيين. كما تتزامن الهدنة المعلنة مع مؤتمر لتنسيق الاستجابة الإنسانية ينطلق، اليوم (الاثنين)، في جنيف. ويأمل الوسطاء في أن يلتزم الطرفان الهدنةَ الحالية أسوة بهدنة الـ24 ساعة السابقة التي التزما بدرجة كبيرة بعدم خرقها.
من جانبه، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس (الأحد)، إن وقف إطلاق النار بشكل دائم وشامل وبدء عملية حوار سلمي هي «الأولويات» التي ينبغي تكثيف الجهود من أجل تنفيذها في السودان، وذلك خلال استقباله نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، مالك عقار، في مصر.
الخرطوم: محمد أمين ياسين
الشرق الاوسط