ظل الجيش ومعه كل السودان تحت ابتزاز حميدتي بإشعار الحرب وتدمير الخرطوم

التفاوض لا يعني بالضرورة إنهاء الحرب؛ وفي الحقيقة فإن هذه الحرب جاءت بعد فشل عملية سياسية كان فيها حوار متواصل بين الجيش والمليشيا. لا مجال للقبول بما كانت تطرحه المليشيا من احتفاظ حميدتي بقواته لمدة عشرة سنوات

واستقلال المليشيا عن الجيش في ظل حكومة من أحزاب قحت. هذا من المستحيلات، ولو كان ذلك ممكنا لما وصلنا إلى الحرب.

أما وقد قامت الحرب بتمرد المليشيا فليس هناك مجال للعودة مرة أخرى وتكرار نفس الأخطاء التي ربما كانت مقبولة في سياق محاولات تجنب الحرب؛ لقد ظل الجيش ومعه كل السودان تحت ابتزاز حميدتي بإشعار الحرب وتدمير الخرطوم و تفكيك كل البلد، ولقد نفذ تهديده في النهاية وعملت قواته بالفعل على تدمير الخرطوم وتدمير كل السودان، ودونكم مجازر الجنينة؛ تنفيذ التهديد بتدمير البلد كان هو نتيجة التهاون والتنازلات والخضوع للابتزاز مرة بعد مرة، فلا مجال لتكرار نفس الخطأ.

فلابد من سحق التمرد أو نزولهم على شروط الجيش، لا أن يقبل الجيش بشروطهم، وبالذات الشروط السياسية.

حليم عباس

Exit mobile version