حليم عباس: مع التفاوض خشية انتصار الجيش !!

تقريباً كل (أو قُل جل) من يدعمون الجيش، هم بما فيه الكفاية من الوعي بأن أي حرب مهما كان الطرف الثاني ضعيفاً ستنتهي بتفاوض، ويعلمون أن الحرب الحالية بين الجيش والمليشيا ستنتهي بتفاوض ويجب أن تنتهي بالتفاوض.
ولكنهم يعلمون أيضاً أن هذا التفاوض يجب أن يكون فيه الجيش هو صاحب اليد العليا وفي موقف القوة وذلك يتطلب هزيمة المليشيا وكسرها عسكرياً. قضية واضحة لأي شخص يملك أبجديات السياسة.
ولكن المخذلين هدفهم من الدعوة إلى التفاوض ليس وقف الحرب وإنما وقفها عند نقطة تكون فيها المليشيا في وضع تفاوضي يضمن لها بعض المكاسب. هم جوهرياً ضد الجيش ويخشون انتصاره، ولا يريدون تفاوض يكون فيه للجيش اليد العليا، يريدون جيشاً مهزوماً ضعيفاً من أجل معركتهم السياسية بل من أجل أهداف شخصية أتفه من ذلك بكثير بالنسبة للبعض، فانتصار الجيش والتفاف الشعب حوله فيه هزيمة شخصية لبعض المرضى التافهين من نجوم القطيع الذي جعلوا معنى حياتهم عداء الجيش ونظام الإنقاذ. هذا كل ما في الأمر.
لا يمكن وقف القتال والتفاوض مع المليشيا وهي تسيطر على أحياء ومناطق سكنية ومرافق خدمية ومنشآت على أنها مناطق سيطرة لتحقق بها نصر سياسي؛ هذا لن يحدث أبداً. و المطالبة بوقف الحرب في ظل انتشار المليشيا وسيطرتها على المواقع المذكورة ودون الخروج منها وهي من بدأ الحرب أساساً هو في الحقيقة عبارة عن تواطؤ ولعب دور لمصلحة المليشيا.
الجيش منذ بداية الحرب انطلق من موقف دفاعي، وما يزال في وضعية الدفاع والحماية وليس العدوان، فعندما تطلب من المدافع أن يكف عن القيام بواجبه وتساوي بينه وبين المهاجم المعتدي، والذي تعدى عدوانه ليصل إلى المواطن في ماله ونفسه وشرفه فأنت تقوم بدور المثبط والمخذل للجيش وللشعب وذلك لمصلحة المليشيا.
الوقت الآن لرد العدوان ودحر المليشيا واستعادة أمان المواطنين وبيوتهم والخدمات الأساسية وطرد المليشيا من المواقع التي احتلتها غدراً وخيانة وتمرداً. بعد تحقيق هذه الأهداف سيأتي وقت التفاوض من أجل وقف الحرب نفسها، على أن تستسلم المليشيا لإرادة المنتصر ولصوت العقل، وإلا فستستمر الحرب حتى قتلهم جميعاً.
الجيش بكل مسئولية قبل بالتفاوض من أجل الوضع الإنساني بينما لم تلزم المليشيا بأي اتفاق. ولكنه لن يدخل مع المليشيا في تفاوض سياسي أو حتى من أجل وقف طويل لإطلاق النار وهي في وضعية المتمرد المعتدي المعتد بذلك والذي يريد تحقيق نقاط سياسية باستخدام المواطنين ومعاناتهم ومآسيهم؛ هذا لن يحدث.
ولذلك لابد من هزيمة المليشيا بالحرب إلى أن ترضخ ولو قالت أبواق العالم كلها لا للحرب.

حليم عباس

Exit mobile version