بعد العودة للقتال مجددا.. هل تنجح المبادرة الأفريقية في وضع حد للنزاع السوداني؟

قال أستاذ العلوم السياسية والدراسات الأفريقية بروك هايلو إن فرص نجاح مبادرة منظمة “إيغاد” الأفريقية الهادفة لمعالجة الأزمة السودانية كبيرة، مرجعا ذلك لأسباب أبرزها أنها تأتي من دول الجوار، التي تتقاسم مع السودان الأوضاع الاجتماعية والسياسية نفسها.

وفي رصده لتلك الأسباب، في حديثه لحلقة برنامج “ما وراء الخبر” (2023/6/11)، قال إن من أهمها تأثر عدد من دول منظمة إيغاد بحالة عدم الاستقرار الموجودة بالقارة خلال العقود الماضية، والتي تتجدد بالأوضاع المتردية في السودان، مما يدفعها لأن تكون ملزمة بلعب دور مؤثر من أجل إيقاف الحرب، خاصة مع نزوح أعداد كبيرة من السودانيين إليها.

يأتي ذلك على خلفية انعقاد قمة ثلاثية مصغرة في جيبوتي تحت مظلة منظمة إيغاد بين رؤساء الدولة المضيفة ودولتي جنوب السودان وكينيا، لبحث سبل تنفيذ توصيات قادة المنظمة لإنهاء النزاع السوداني. وجاءت القمة بالتزامن مع تجدد القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم إثر هدنة صغيرة استمرت 24 ساعة.

وتعوّل إيغاد على أن وساطتها ستُطرح ليتم اعتمادها من قبل قمة للمنظمة ومن طرف الآلية الموسعة التابعة للاتحاد الأفريقي، ومن المفترض أن تنبثق عن تلك الجهود آلية للمراقبة تشمل، إضافةً إلى طرفي القتال، أطرافا مدنية تعمل تحت مظلة قارية وإقليمية تشارك فيها الجامعة العربية والأمم المتحدة.

انعدام الثقة
وأرجع هايلو، في حديثه لبرنامج “ما وراء الخبر”، العودة السريعة للقتال عقب الهدنة ذات الأمد المحدود، والتي استمرت 24 ساعة، إلى انعدام الثقة بين أطراف النزاع، وكونهم يحاربون لمصالحهم الشخصية ولا يضعون السودان وشعبه على رأس أولوياتهم.

وشدد على ضرورة دعم جهود منظمة إيغاد من أجل تحقيق وقف إطلاق نار حقيقي، حيث يراه “الخيار الوحيد الحقيقي” مع نفاد الوقت، مؤكدا أن قادة المنظمة متفقون على هدف ضرورة إنهاء القتال، حتى وإن ثبت دعم بعضهم لأحد طرفي النزاع في السودان.
بدوره، يرى الكاتب والمحلل السياسي السوداني أحمد عمر خوجلي أن جهود الاتحاد الأفريقي ومنظمة إيغاد مبشرة، وينتظر أن تؤتي ثمارا حقيقية وتحقق هدف السيطرة على الحرب.

وأوضح، في حديثه لبرنامج “ما وراء الخبر”، أن المميز للمبادرة الأفريقية أنها راعت الواقع السوداني وتعقيداته السياسية والاجتماعية المختلفة، بخلاف المبادرة السعودية الأميركية التي ساوت بين الطرفين، ووضعت الجميع في سلة واحدة.

أقرب للواقع
ويرى خوجلي أن الاتحاد الأفريقي أقرب للواقع الموجود في السودان بحكم اشتراك دوله معه في الكثير من التفاصيل والمعطيات، ومن ثم فجهوده أكثر واقعية وأعدل في النظرة للصراع الدائر، وسيكون متفهما للدوافع التي حركت القوات المسلحة للقيام بواجبها، حسب تعبيره.

في المقابل، يرى الكاتب والمحلل السياسي السوداني حافظ كبير أن الجيش السوداني حاول الاستفادة من الهدن الأخيرة بتجهيز نفسه عسكريا وتحقيق مكاسب على الأرض، مما يعكس عدم توفر الإرادة لديه للتوصل إلى اتفاق حقيقي لوقف إطلاق النار.

ورأى في حديثه إلى “ما وراء الخبر”، أن إبداء الجيش قبوله بجهود الاتحاد الأفريقي ومنظمة إيغاد هو محاولة منه للهروب من استحقاق أساسي، حيث يظن أن تلك المبادرة ستمكنه من تحقيق مكاسب دون التزام، يلتف من خلالها على ما كان مستهدفا من المبادرة السعودية الأميركية، التي ركزت في الأساس على هدف التحول الديمقراطي.
ويذهب حافظ كبير إلى أن الجيش يعتقد أنه من خلال الاتحاد الأفريقي يمكن أن يتفادى أجندة سياسية تنادي بها قوات الدعم السريع، وهي عدم عودة النظام البائد والعودة للمسار الديمقراطي، وهي الأجندة التي يوافق الدعم السريع على أي مبادرة تتضمنها.

سكاي نيوز
الجزيرة

Exit mobile version