سلب ونهب واستباحة للحرمات.. الجنينة تغرق في أتون حرب دارفور

تفاقمت المأساة الأمنية والإنسانية بشكل خطير في مدينة الجنينة عاصمة إقليم غرب دارفور السوداني مع ارتفاع عدد قتلى الاشتباكات الدموية المستمرة منذ شهر إلى أكثر من 860 بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء مما أدى إلى نزوح نحو 100 ألف إلى دولة تشاد المجاورة وعدد من المناطق الداخلية في إقليم دارفور الذي يشهد اضطرابات كبيرة رغم توقيع اتفاق للسلام في نهاية 2020..
وأكد ناشطون وشهود عيان في مدينة الجنينة لموقع سكاي نيوز عربية أن الأوضاع الأمنية في المدينة والقرى المجاورة لها تزداد سوءا مع استمرار الاقتتال وعمليات الاغتصاب والسلب والنهب وحرق أكثر من 20 منطقة سكنية داخل وخارج المدينة.

وأشاروا إلى نفاد المخزون الغذائي للسكان وسط صعوبات كبيرة تواجه المنظمات الإنسانية في توصيل الغذاء والدواء للجوعى والمرضى وسط أنباء عن وفاة العشرات من مرضى الكلى المنومين في مستشفى المدينة بعد انعدام أدوية ومحاليل غسيل الكلى.

وقالت لجنة أطباء السودان المركزية في بيان إن الهجمات العنيفة التي يتعرض لها سكان المدينة تزداد ضراوة في ظل وضع إنساني وأمني كارثي حيث انهارت الخدمات تماما؛ ولم يعد في المدينة التي يسكنها نحو مليون شخص أي من معينات الحياة مثل الغذاء والماء والدواء والكهرباء وشبكات الاتصال. وبات الآلاف من سكان المدينة عاجزين عن إيجاد مخرج آمن في ظل الحصار العنيف المضروب على المدينة من قبل مجموعات مسلحة.

وأشار بيان نقابة أطباء السودان إلى أن عددا كبيرا من الناشطين والصحفيين والمحامين المقيمين في المدينة يتعرضون لاستهداف مباشر من قبل المجموعات المسلحة مما أدى إلى مقتل وإصابة العديد منهم.

ووصف مراقبون ما تتعرض له مدينة الجنينة من إبادة واستباحة بالجريمة التي تنتهك كل الحقوق والقيم والأعراف؛ ودعوا المؤسسات المدنية والإنسانية المحلية والدولية لتقديم يد العون للمتضررين.
وتأتي هذه الأحداث وسط احتقان أمني وقبلي كبير في العديد من أنحاء إقليم دارفور وفي ظل انشغال السلطات المركزية بالحرب المستمرة منذ أكثر من 8 أسابيع في العاصمة السودانية الخرطوم بين الجيش وقوات الدعم السريع.

ومنذ أكتوبر 2021 تكررت أعمال العنف في دارفور أكثر من 10 مرات وأدت إلى مقتل أكثر من ألفي شخص بينهم نساء وأطفال وحرق قرى بكاملها.

وعلى الرغم من توقيع اتفاق السلام السوداني في جوبا عاصمة دولة جنوب السودان في أكتوبر 2020؛ تتزايد التفلتات وأعمال النهب في عدد من مناطق إقليم دارفور الذي شهد حربا هي الأطول في القارة الأفريقية واستمرت منذ العام 2003 وأدت إلى مقتل 300 ألف شخص وتشريد الملايين.

وإضافة إلى انتشار أكثر من مليوني قطعة سلاح في الإقليم؛ يثير تشظي الحركات المسلحة في دارفور وتكاثرها مخاوف كبيرة ويلقي ظلالا قاتمة حول إمكانية نجاح جهود الاستقرار في المناطق التي عانت نزاعات أهلية. وتشير التقديرات إلى وجود أكثر من 87 حركة مسلحة في السودان 84 منها في منطقة دارفور وحدها.

سكاي نيوز

Exit mobile version