نهب وسرقة واغتصاب.. دارفور مهدد بالعودة إلى عام 2003
اشتباكات قبلية مستمرة وحوادث سلب ونهب واعتداءات جنسية واغتصاب وضحايا بالمئات، هكذا يبدو الوضع في إقليم دارفور غربي السودان، حسبما ينقله صحفيون وناشطون.
تضيف الاشتباكات في دارفور بعدا آخر يعقد أزمة الصراع الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ 15 أبريل، الذي كان مركزه الخرطوم وما حولها ثم تمدد إلى مناطق أخرى.
ماذا يحدث في دارفور؟
الصحفي والمحلل السياسي السوداني محمد إلياس، يتحدث لموقع “سكاي نيوز عربية” عما رصده في الإقليم، قائلا:
• وقعت أعمال سلب ونهب وحالات تعد على المواطنين بالإقليم، في حلقة جديدة في “الحرب الأهلية المستمرة” في دارفور منذ 2003، التي فاقمها الاقتتال بين الجيش وقوات الدعم السريع.
• ما يجري الآن له جذور تاريخية بين قبائل عربية وأخرى غير عربية، شرقي وشمالي دارفور.
• في الجنينة غربي دارفور، كانت الحرب في البداية بين القبائل العربية وغير العربية، وتطور الأمر بعد تدخل الجيش والدعم السريع فاتسع القتال.
• في الضعين شرقي دارفور كانت هناك مناوشات بين القبائل المختلفة امتدادا لمشكلة موجودة منذ 2013، أما في وسط الإقليم فهناك اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع.
• هناك عصابات منفلتة وحركات مسلحة وقبائل متنازعة تنفذ جرائم، وهناك من يتهم أفرادا من قوات الجيش والدعم السريع.
عصابات متخصصة
وفي السياق ذاته، ترصد الناشطة الحقوقية السودانية عزة محمد وجود “أوضاع متأزمة ومتشابكة” في أنحاء دارفور، وتضيف تفصيلا:
• في مدينة الجنينة غربي دارفور، وقعت أعمال سلب ونهب للبنوك ومنازل المواطنين، وحوادث قتل عشوائي، فضلا عن انتهاكات جنسية واغتصاب بشكل يومي.
• في نفس المدينة، قتل نشطاء في مجال حقوق الإنسان واستهدفت الكوادر المهنية خاصة الطبية، وحرقت المنازل والمحاصيل والمقتنيات والأسواق وهدمت مستشفيات، وحوصر مدنيون وحرموا الخروج نحو أي مدينة أخرى، حتى لو كان ذلك بغرض العلاج.
• حوادث القتل والسلب والنهب والاغتصاب وقعت أيضا في مدينتي الفاشر شمالي الإقليم، ونيالا جنوبه.
• في نيالا، تنتشر عصابات متخصصة في نهب المنازل التي تركها أصحابها بسبب الحرب، وتسرق أيضا المخازن والأسواق وخزائن المؤسسات الحكومية والمنظمات الطوعية الدولية والوطنية.
• أما في مدينة الضعين شرقا فالأوضاع هادئة، لذلك نزح إليها بعض أهالي الإقليم.
من يقف وراء الانتهاكات؟
حسب إلياس، فإن “طرفي الصراع ارتكبا انتهاكات ضد المدنيين، سواء سابقا أو في الوقت الحالي، فضلا عن حركات مسلحة قبلية، فالجميع يشارك ولا يمكن استثناء أحد”.
ويقول المحلل السياسي إن الجيش في عهد الرئيس السابق عمر البشير “قام بانتهاكات سابقة واغتصابات في قرية تابت قبل 7 أعوام”، واليوم هناك انتهاكات في القرية نفسها.
وتشير عزة إلى أن حكومة الإقليم “لا تتعامل مع الانتهاكات بجدية، وانصرفت لتأمين حصتها في الحكم، على حساب تنفيذ الترتيبات الأمنية وحماية المدنيين، وأما الجيش فتوارى ولم يتدخل لحماية المدنيين العزل في مرات عديدة مرصودة”، حسب تعبيرها.
وتسببت الحرب المتواصلة منذ 15 أبريل في نزوح أكثر من 1.2 مليون شخص داخل السودان، ودفعت نحو 400 ألف للفرار إلى الدول المجاورة، وألحقت أضرارا جسيمة بالعاصمة الخرطوم.
ورغم العديد من الهدن واتفاقات وقف النار التي تدخلت فيها أطراف إقليمية ودولية، فإنه تم انتهاكها جميعا.
سكاي نيوز