قال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان، إنّ الولايات المتحدة فرضت عقوبات اقتصادية وقيوداً على التأشيرات بحق السودان، اليوم الخميس، وسط مخاوف من صراع طويل الأمد ومعاناة واسعة النطاق في البلاد مع فشل طرفي القتال في الالتزام بوقف إطلاق النار.
وأضاف سوليفان، في بيان، إنّ أعمال العنف في هذا البلد تشكل “مأساة ينبغي أن تتوقف”، من دون أن يدلي بتفاصيل إضافية عن العقوبات.
وأصدرت وزارة الخزانة الأميركية، اليوم الخميس، عقوبات جديدة تستهدف كيانات في السودان، بحسب موقع الوزارة على الإنترنت. وأظهر الموقع أنّ الوزارة أصدرت أيضاً تراخيص عامة تسمح ببعض أنشطة المنظمات الإنسانية وجماعات الإغاثة في السودان.
وقبل إعلان فرض العقوبات، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إنّ طرفي الصراع في السودان انتهكا التزامات وقف إطلاق النار، محذراً من أنّ واشنطن تبحث الخطوات التي يمكن اتخاذها لإيضاح وجهات نظرها في الأمر.
وتابع بلينكن قائلاً في مؤتمر صحافي في أوسلو “نبحث أيضاً الخطوات التي يمكن اتخاذها لتوضيح وجهات نظرنا لدى أي من الزعماء الذين يقودون السودان في الاتجاه الخاطئ بإدامة العنف وانتهاك وقف إطلاق النار، الذي أكدوا بالفعل أنهم سيلتزمون به”.
ووصف بلينكن الوضع في السودان بأنه “هش جداً”.
وفي وقت سابق اليوم، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إنّ الولايات المتحدة والسعودية “مستعدتان لاستئناف تسهيل المحادثات المعلقة لإيجاد حل تفاوضي لهذا الصراع عندما تظهر القوات بوضوح من خلال أفعالها أنها جدية في التزام وقف إطلاق النار”.
وقصف الجيش قوات الدعم السريع بالمدفعية الثقيلة في الخرطوم، الأربعاء، فيما تجددت الاشتباكات بين الجانبين في عدة مناطق.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إنّ هناك “انتهاكات خطيرة لوقف إطلاق النار من كلا الجانبين” في النزاع.
وأضاف أنّ “هذه الانتهاكات دفعتنا بصفتنا مسهّلين لهذه المحادثات، إلى التساؤل بجدية عما إذا كانت الأطراف مستعدة لاتخاذ الإجراءات اللازمة للوفاء بالالتزامات التي تعهدت بها نيابة عن الشعب السوداني”.
وأعلن الجيش السوداني، مساء الأربعاء، تعليق المحادثات الجارية في جدة بالسعودية التي تجري برعاية واشنطن والرياض للتوصل إلى هدنة مع قوات “الدعم السريع”، وعزا ذلك إلى “عدم التزام المليشيا المتمردة (الدعم السريع) بتنفيذ أي من البنود التي نص عليها الاتفاق، والاستمرار في خرق الهدنة”.
وسبق أن أقر الوسطاء في المحادثات أكثر من مرة بانتهاك الطرفين الهدنة لكنهم تجنبوا حتى الآن فرض أي عقوبات على أمل إبقاء طرفي النزاع على طاولة المفاوضات.ن
وكان الوسطاء الأميركيون والسعوديون قد أفادوا، في وقت متأخر من الاثنين، بأنّ طرفي النزاع وافقا على تمديد لخمسة أيام للهدنة الإنسانية التي خرقاها مراراً، خلال الأسبوع الماضي.
واستضافت مدينة جدة السعودية، منذ عدة أسابيع، محادثات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، برعاية المملكة والولايات المتحدة الأميركية، في محاولة للتوصل إلى وقف دائم للقتال وحل سلمي للنزاع المسلح المستمر منذ 15 إبريل/ نيسان الماضي.
سكاي نيوز
العربي الجديد