واشنطن تؤكد أنها مستعدة لاستئناف وساطتها في السودان عندما يكون طرفا النزاع جدّيين وذلك بعد انسحاب الجيش من مفاوضات جدة.
طالبت قوات الدعم السريع من الجيش السوداني الخروج على سلطة قائده الفريق عبدالفتاح البرهان والتنسيق معها كقوة واحدة من اجل تحقيق استقرار البلد وتجنيبه الفوضى مع إصرار القيادة الحالية للجيش على التصعيد من خلال الانسحاب من مفاوضات إطلاق النار فيما أكدت الولايات المتحدة أنها مازالت مستعدة للقيام بوساطة بين المتحاربين في السودان شرط أن يكونوا “جديين” في مسألة الهدنة.
وقال القائد الثاني لقوات الدعم السريع عبدالرحيم دقلو وهو يتحدث لقواته من فوق إحدى المركبات في العاصمة الخرطوم مساء الأربعاء “ندعو شرفاء الجيش للخروج على البرهان والتنسيق معنا والمشاركة في حماية الحدود”.
وأضاف “قائد القوات محمد حمدان دقلو (حميدتي) بخير وبكل أمن وأمان، ويتقدم الصفوف الأولى مع قواته”.
وأكدت الولايات المتحدة الخميس أنها ما زالت مستعدة للقيام بوساطة بين المتحاربين في السودان شرط أن يكونوا “جديين” في مسألة الهدنة، بعد انسحاب الجيش من محادثات جدة وتهديد البرهان بالتصعيد الميداني.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية خلال زيارة لوزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى أوسلو إن الولايات المتحدة والسعودية “مستعدتان لاستئناف تسهيل المحادثات المعلقة لإيجاد حل تفاوضي لهذا الصراع عندما تظهر القوات بوضوح من خلال أفعالها أنها جدية في التزام وقف إطلاق النار”.
واضاف إن هناك “انتهاكات خطيرة لوقف إطلاق النار من كلا الجانبين” في النزاع.
وقال أن “هذه الانتهاكات دفعتنا بصفتنا مسهّل لهذه المحادثات، إلى التساؤل بجدية عما إذا كانت الأطراف مستعدة لاتخاذ الإجراءات اللازمة للوفاء بالالتزامات التي تعهدت بها نيابة عن الشعب السوداني”.
وقصف الجيش قوات الدعم السريع بالمدفعية الثقيلة في الخرطوم الأربعاء بعد قرار الانسحاب ما هدد بتصعيد التوتر وانزلاق البلاد الى حرب طويلة الأمد.
ودانت الدعم السريع في بيان “الجريمة الوحشية التي ارتكبتها قوات الانقلابيين وفلول النظام البائد الارهابية بحق المدنيين الأبرياء بمناطق مايو والاندلس والازهري بالخرطوم التي تعرضت لقصف مدفعي عشوائي وهجوم بالطيران خلف 18 قتيلًا وأكثر من (106) جريحًا بحسب إحصائيات مستشفى بشائر”.
وأكدت ان القصف المدفعي العشوائي من منطقة المدرعات الشجرة تسببت في تدمير عدد كبير من المنازل تبعته موجات نزوح كبيرة للمواطنين من المنطقة” مشيرة الى “إن هذه الفظائع التي ارتكبتها قوات الانقلابيين ضد مواطني تلك المناطق والتي تمثل انتهاكًا سافراً للقانون الدولي الإنساني”.
وقال المتحدث باسم الاتحاد الإفريقي محمد الحسن لبات الأربعاء إن انسحاب الجيش “لا ينبغي أن يحبط الولايات المتحدة والسعودية”، واصفا خطوة الجيش بأنها “ظاهرة كلاسيكية في المفاوضات الصعبة”.
وفي نيويورك جدّد الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش التأكيد على دعمه لمبعوثه الخاص إلى السودان فولكر بيرتيس.
وكان البرهان اتّهم بيرتيس بالمساهمة بسلوكه “المنحاز” وأسلوبه “المضلل” في اندلاع النزاع الدامي في بلده، مطالباً الأمم المتّحدة باستبداله وذلك بعد ان كشف تجاوزات قوات الجيش.
وقال غوتيريش إنّ الأمر متروك لـ”مجلس الأمن ليقرّر ما إذا كان يدعم استمرار مهمة (المساعدة) لفترة أخرى أو أنّ الوقت حان لوضع حدّ لها”.
وكان الوسطاء الأميركيون والسعوديون أفادوا في وقت متأخر الاثنين أن طرفي النزاع وافقا على تمديد بخمسة أيام للهدنة الإنسانية التي خرقاها مرارا خلال الأسبوع الماضي.
وأعلن الوسطاء “تمديد وقف إطلاق النار الحالي ليُمنح ممثلو العمل الإنساني مزيدا من الوقت للقيام بعملهم الحيوي” وذلك “رغم عدم الالتزام به في شكل تام”.
ورغم تعهّدات الجانبين، اندلع القتال مرة أخرى الثلاثاء في الخرطوم الكبرى وإقليم دارفور المضطرب في غرب البلاد.
وأعلن البرهان خلال زيارة للقوات في العاصمة الثلاثاء أن “الجيش جاهز للقتال حتى النصر” فيما قال دقلو إن القوات “ستمارس حقها في الدفاع عن نفسها”، متهما الجيش بانتهاك الهدنة.
مونت كارلو