في اليوم الثاني من التمديد للهدنة القصيرة التي أعلن عنها مساء الإثنين بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع التي يتزعمها محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي، يبدو أن المفاوضات بين الطرفين دونها صعوبات.
فقد أفاد مصدر دبلوماسي سوداني اليوم الاربعاء، بأن الجيش علق مشاركته في مفاوضات جدة، وفق ما ذكرت وكالة رويترز.
تبادل الاتهامات
أتى ذلك بعدما تبادل الطرفان المتصارعين ليل أمس الاتهامات بخرق الهدنة.
ففيما أكدت الدعم السريع أن الجيش قصف مواقعها بالخرطوم، أكد الاخير أن انتهاكات تلك القوات مستمرة. كما شدد الجيش على أن ن الالتزام بالهدنة لا يمنعه من الرد على انتهاكات الدعم السريع.
كما جاء هذا الانسحاب الذي لم يتأكد رسميا، بعد أن شهدت العاصمة السودانية أمس اشتباكات عنيفة بين الطرفين.
هدنة قصيرة
يشار إلى أن المفاوضات بين ممثلي القوتين العسكريتين الكبيرتين في السودان كانت انطلقت قبل نحو اسبوعين في جدة، برعاية سعودية اميركية، وأفضت إلى هدنة قصيرة امتدت 7 أيام في 20 من مايو الحالي، ثم مددت ليل الاثنين الماضي 5 ايام أخرى، من اجل تسهيل مرور المساعدات الانسانية ومناقشة وقف دائم لاطلاق النار في البلاد.
وكان الصراع بين البرهان وحميدتي، تفجر يوم 15 أبريل، بعد أن كانا يستعدان للتوقيع على اتفاق إطاري يحدد ملامح عملية انتقال سياسي جديدة في البلاد تمهد لإجراء انتخابات عامة تحت قيادة حكومة مدنية، بعد أن حلا معا حكومة سابقة كانت مؤلفة من مدنيين في أكتوبر 2021
ما قلب المشهد رأساً على عقب، ودفع البلاد إلى أتون الاقتتال، بعد أن كان آلاف السودانيين يأملون بالعودة إلى المسار الديمقراطي.
وأسفرت المواجهات بين الجانبين عن مقتل أكثر من 700 شخص وإصابة آلاف آخرين، فضلا عن نزوح قرابة 1.4 مليون شخص إلى أماكن أخرى داخل السودان أو إلى دول مجاورة، علماً أنه من المرجح أن يكون العدد الحقيقي للقتلى أعلى بكثير.
العربية