خريطة نتائج الانتخابات التركية: هذه قلاع أردوغان وكلجدار أوغلو فاز في 29 ولاية

شهدت الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التركية، التي جرت أمس الأحد، تراجعا في نسبة المشاركة بنسبة تتجاوز 3%، وفق المعطيات الأولية والنتائج غير النهائية، فيما توزعت أصوات مرشح الجولة الأولى سنان أوغان بين مرشح التحالف الجمهوري الحاكم رجب طيب أردوغان ومرشح المعارضة كمال كلجدار أوغلو.

ولم تشهد الولايات التركية اختلافا كبيرا من ناحية تغيير الناخبين آراءهم خلال الأسبوعين اللذين فصلا بين الجولتين الأولى والثانية، إذ إن الناخبين لم يبدلوا، وفق الأرقام والمعطيات، آراءهم بشكل كبير.

وبحسب الأرقام المعلنة حتى الآن، وهي نتائج غير نهائية، فإن نسبة المشاركة بلغت في هذه الجولة 85.71%، فيما كانت في الجولة الأولى 88.84%، علمًا أن هذه الأرقام داخل تركيا وتشمل أكثر من 60 مليون ناخب، فيما زادت نسبة المشاركة الخارجية وبلغت 55.45%، مقابل 53.83% في الجولة الأولى، شملت قرابة 3.5 ملايين ناخب.

انخفاض نسبة المشاركة أكثر من 3% داخل تركيا تحسب من أصوات المرشح الرئاسي سنان أوغان الذي نال في الجولة الأولى 5.17% من الأصوات، فيما توزعت أصواته، بحسب مراقبين وبحسب الأرقام، ما بين أردوغان وكلجدار أوغلو.
وعلى صعيد الولايات، تمكن أردوغان في الجولة الثانية من إضافة ولاية جديدة تفوق بها وهي ولاية هاتاي، حيث فاز أردوغان في 52 ولاية، مقابل 51 في الجولة الأولى، فيما فاز كلجدار أوغلو في 29 ولاية بالجولة الثانية مقابل 30 في الجولة الأولى.

ولاية هاتاي هي أبرز الولايات المنكوبة جراء زلازل 6 فبراير/ شباط الماضي، حيث تمكن كلجدار أوغلو من حسمها بالجولة الأولى بفارق بسيط بلغ 48.08%، فيما حصد أردوغان 48.03% من الأصوات في الجولة الأولى. أما في الجولة الثانية، فقد حصل كلجدار أوغلو على 49.86%، فيما رفع أردوغان حصته من الأصوات إلى 50.14%. هنا، بدا تأثير أصوات أوغان وخطاب المعارضة السلبي تجاه المناطق المنكوبة بعد نتائج الجولة الأولى، التي تسببت بانزعاج الناخبين في هذه المناطق.

وعقب الجولة الأولى، وجهت بعض الشخصيات المعارضة كلمات قاسية بحق الناخبين في مناطق الزلازل لتصويتهم للرئيس أردوغان، دون أن يكون هناك موقف واضح من كلجدار أوغلو، فيما عمل أردوغان على زيارة الولايات المنكوبة لشكرها وتجديد وعود إعادة الإعمار.

ومن المفارقات في ولاية هاتاي أن أردوغان لم يحصل في منطقة دفنة المنكوبة سوى على 8% فقط من الأصوات رغم أنه افتتح فيها مستشفى متكاملا قبل شهرين، ورغم ذلك لم ترتفع أصوات أردوغان في هذه المنطقة، بل بقيت كما هي عند 8%، بينما آلت باقي الأصوات إلى كلجدار أوغلو.

وبحسب الأصوات التي حصدها كل من أردوغان وكلجدار أوغلو في الجولة الثانية، فإن أردوغان تمكن من إضافة أكثر من نصف مليون صوت جديد له، حيث حصل بالجولة الأولى على 27 مليونا وأكثر من 133 ألف صوت، فيما بلغت الأصوات في الجولة الثانية 27 مليونا وأكثر من 725 ألفا، بنسبة وصلت إلى 52.16% من الأصوات.

في المقابل، حصل كلجدار أوغلو على 24 مليونا وأكثر من 594 ألف صوت في الجولة الأولى، ثم ارتفع هذا الرقم في الجولة الثانية إلى 25 مليونا وأكثر من 432 ألف صوت، فيما بلغت النسبة 47.84%، وكلها وفق نتائج غير نهائية، أي أنه تمكن من إضافة قرابة 850 ألف صوت جديد له، وبلغ الفارق بين أردوغان وكلجدار أوغلو قرابة مليونين و300 ألف صوت.

مجموع الزيادة التي حصل عليها أردوغان وكلجدار أوغلو بلغت قرابة مليون و400 ألف صوت، وبمقارنة هذا الرقم بما حصل عليه المرشح الرئاسي سنان أوغان في الجولة الأولى وهو مليونين وأكثر من 832 ألفا، يتبين أن نصف الذين صوتوا له في الجولة الأولى امتنعوا عن المشاركة في الجولة الأولى، وتوزعت أصوات من فضلوا الإدلاء بأصواتهم بين أردوغان وكلجدار أوغلو.
وانقسم تحالف “أتا”، الذي رشح سنان أوغان في الجولة الأولى، ما بين داعم للرئيس أردوغان عبر أوغان نفسه، وحزب “أولكم”، فيما دعم حزبا “العدالة” و”النصر” كلجدار أوغلو مقابل الحصول على مناصب، لكن النتائج تشير إلى انقسام الأصوات إلى ثلاثة، الأول دعم كلجدار أوغلو والثاني وقف في صف أردوغان، في حين اختار القسم الثالث عدم المشاركة في الجولة الثانية، وقسم لم يشارك، وهو ما يقدر بنسبة 3% التي انخفضت عن الجولة الأولى.

وعلى صعيد الولايات والمناطق في البلاد، لم تتغير الخريطة السياسية بشكل كبير، فقد حافظ كلجدار أوغلو على تفوقه في غرب وجنوب غرب البلاد، وهي المناطق التي تعرف بأنها معقل العلمانية، وكذلك الأمر في إسطنبول والعاصمة أنقرة، وفي مناطق جنوب شرق البلاد ذات الغالبية الكردية التي دعمته بسبب دعوة حزب “الشعوب الديمقراطي” للتصويت لصالح كلجدار أوغلو.

لكن الملاحظ أن المناطق العلمانية في غرب وجنوب غرب البلاد زادت فيها أصوات كلجدار أوغلو بنسب معينة، مثل إزمير التي ارتفعت النسبة فيها إلى أكثر من 67% في الجولة الثانية بعد أن كانت أكثر من 63% في الجولة الأولى، فيما انخفضت قليلا بالمناطق الكردية، مثل ولاية دياربكر، حيث حصل كلجدار أوغلو في الجولة الأولى على 71.95% من الأصوات، وانخفضت إلى 71.6% من الأصوات في الجولة الثانية، وفي ولاية ماردين انخفضت نسبة الأصوات من 66.11% إلى 65.24%، وأيضاً في ولايات أخرى ذات غالبية كردية.

ويعتقد أن وعود كلجدار أوغلو لرئيس حزب “النصر” أوميت أوزداغ في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب والحفاظ على هوية الدولة وإبقاء فرض الوصاية على البلديات أثرت قليلا على الناخبين الأكراد.

كما تمكن كلجدار أوغلو من رفع أصواته في ولاية تونجلي، وهي مسقط رأسه، إلى 82.81% من الأصوات بالجولة الثانية، وفي الجولة الأولى حصل على 80.26%، وهذه الولاية الوحيدة في تركيا التي لم يفز بها حزب “العدالة والتنمية” حتى الآن في الانتخابات البرلمانية وفي جميع الانتخابات السابقة.
وعلى صعيد المدن الكبرى، لا تزال المعارضة بتحالفها مع الأحزاب الكردية تحقق التفوق فيها، ففي إسطنبول حصل كلجدار أوغلو في الجولة الثانية على 51.78%، مقابل 48.56% بالجولة الأولى، فيما حصل أردوغان بإسطنبول في الجولة الثانية على 48.22%، مقابل 46.68% في الجولة الأولى.

وفي العاصمة أنقرة، حصل كلجدار أوغلو على 51.23% من الأصوات بالجولة الثانية، فيما كانت الأصوات بالجولة الأولى 47.32%، بينما نال أردوغان بالجولة الثانية في العاصمة 48.77% مقابل 46% في الجولة الأولى.

أما أردوغان فعزز أصواته في مناطق البحر الأسود شمالا وفي مناطق الأناضول عموما، وتمكن من إضافة ولاية هاتاي. وفي الولايات المنكوبة زاد أردوغان أصواته في ولاية كهرمان مرعش، مركز الزلازل، بحصوله في الجولة الثانية على 75.77%، فيما حصل بالجولة الأولى على 71.88%.

وبعمق الأناضول، حقق أردوغان زيادة في ولاية قونيا بحصوله بالجولة الثانية على 72.99% فيما حصل بالجولة الأولى على 68.94%، وينطبق الأمر على معظم الولايات التي فاز فيها بالجولة الأولى، كما عزز أردوغان أصواته في ولاية ريزة على البحر الأسود التي ينتمي إليها، حيث حصل بالجولة الثانية على 75.86% مقابل 72.79% في الجولى الأولى.

وبحسب شركة “سونار” ورئيسها هاكان بيرقجي، وهي أكثر شركة استطلاع اقتربت أرقامها من الدقة في نتائج الجولتين، فإن المعطيات الأولى تشير إلى أن أردوغان تمكن من الحصول على 2.5% من أصوات سنان أوغان، على أن تظهر تفاصيل أكثر في وقت لاحق.

سكاي نيوز
العربي الجديد

Exit mobile version