لماذا طلب البرهان إقالة مبعوث الأمم المتحدة في السودان؟
مع مطالبة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، بإنهاء مهمة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان، تراشق مؤيدون ومعارضون للبرهان الاتهامات حول الهدف الحقيقي وراء هذا الطلب، وفي ذلك التوقيت.
ينقل خبيران من السودان في تعليقهما لموقع “سكاي نيوز عربية” جانبا من هذه الاتهامات، وأسباب وتداعيات طلب البرهان الذي أرسله إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الجمعة.
اتهامات وصدمة
اتهم البرهان في رسالته إلى غوتيريش مبعوث الأمم المتحدة الخاص، فولكر بيرتس بالمساهمة بسلوكه “المنحاز” وأسلوبه “المضلل” في اندلاع النزاع الدامي 15 أبريل.
قال البرهان إن بيرتس مارس في تقاريره “تضليلا وتدليسا بزعم الإجماع على الاتفاق الإطاري” الذي “فرضه بوسائل وأساليب غير أمينة”، و”أفضى إلى ما حدث من تمرّد ومواجهات عسكرية”.
اعتبر أن محمد حمدان دقلو “حميدتي”، قائد قوات الدعم السريع، ما كان أقدم على ما أقدم عليه “لولا تلقيه إشارات ضمان وتشجيع من أطراف أخرى” بينها المبعوث الدولي.
من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة إنه “صُدم بالرسالة”، وجدد ثقته الكاملة به بقوله إنه “فخور بالعمل الذي قام به فولكر بيرتس، وفق ما جاء في بيان للمتحدث باسمه، ستيفان دوغاريك.
اتهام بتغييب الأمم المتحدة
في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”، يصف الكاتب والمحلل السياسي السوداني، محمد إلياس، طلب البرهان بـ”الصادم والمتخبط”، ويقول إنه جاء “دون أي أسباب”.
في تقدير إلياس، فإن المبعوث الدولي لم يتجاوز مهام عمله أو صلاحياته، وأن البرهان “يريد تغييب الأمم المتحدة ليفعل ما يريده في البلاد، والانفراد بالسلطة، ومعه حلفاؤه من جماعة الإخوان”، حسب قوله.
بتعبيره، فإن “الوضع الآن في السودان خارج السيطرة، البلاد تمزقها الحرب والنزوح، وتظهر فيها الجماعات المتشددة التي تريد العودة للسلطة مرة أخرى عن طريق البرهان”.
حسب ما يذكره الباحث السياسي، فقد حاول المدنيون التواصل مع البرهان للحصول على اتفاق، لكن الأخير أراد إشعال الحرب والسيطرة على البلاد عبر “الانقلاب العسكري ثم محاربة قوات الدعم السريع”.
مهندس الاتفاق الإطاري؟
في المقابل، يتفق الخبير الاستراتيجي السوداني، بابكر يوسف، مع البرهان في أن المبعوث الدولي هو السبب في اندلاع القتال بين الجيش والدعم السريع، لأنه “مهندس الاتفاق الإطاري الذي هو بداية الخلاف بين البرهان وبين حميدتي والجهات التي تقف وراءه، ومنها قوى الحرية والتغيير”، حسب رأيه.
سكاي نيوز