▪️ إذا أحصينا الأعمال الحربية للمتمردين ضد الجيش، وقارناها بالأعمال الإجرامية التي قاموا بها ضد المواطنين، فلن نتجاوز الحقيقة إذا قلنا إن الحرب الرئيسية للمتمردين – بعد فشل انقلابهم – هي حربهم ضد المواطنين : أرواحهم، وأعراضهم، وأموالهم، وحرية تنقلهم، وحرية إقامتهم في منازلهم، وضد المستشفيات، ومرافق الكهرباء والمياه، والبنوك، والأسواق، والمصانع، الجامعات .. إلخ، وأنها، في هذه الحرب الرئيسية، قد حققت “انتصارات” كبيرة !
▪️تريد بعض الأحزاب الطفيلية من المتمردين أن يستخدموا “انتصاراتهم” هذه على طاولة المفاوضات، ليظلوا فاعلين في ساحة الفعل العسكري والسياسي، ولتنال هي نصيبها من ذلك، بأن تكون عمليتها السياسية جنداً من أجندة التفاوض، تتشارك مع المتمردين الدفاع عنها والعمل على منع تعديلها، ولهذا تمتنع عن الحكم على هذه “الانتصارات” في هذه الحرب الحقيقية ضد المواطنين !
▪️ التصرف الطبيعي – في ظل تضرر الشعب كله من إجرام التمرد – هو أن يكون الهم الأساسي لهذه الأحزاب هو النأي “بعمليتها السياسية” عن المتمردين، صوناً لها من التلطخ بجرائمهم، ولا تفسير لعدم حدوث هذا، وحدوث نقيضه، إلا التفسير القائم على أنها كانت – بشكل ما – شريكة في الانقلاب، ولهذا تفهمت تكتيك حليفها بعد فشله في تحقيق الهدف الرئيسي، ذلك لأنها أحزاب طفيلية وبلا مبادئ، وتستبطن القناعة بأن عمليتها السياسية لا تعتمد على السند الشعبي، وأنها تريد أن تنال ما ليس لها، ولا تملك أدنى إحساس بأن اتفاقها النهائي ذو صلة بالديمقراطية وحقوق الإنسان ومصلحة الشعب السوداني .
إبراهيم عثمان