كتب عمر عشاري:
أثار إستغرابي الشديد التقرير الصادر من ” الجبهة المدنية لإيقاف الحرب وإسترداد الديمقراطية ” والتي كنت قد وقعت مع الموقعين فيها من احزاب وجماعات وهيئات ولجان مقاومة وأفراد ، رفضا للحرب وايمانا بالديمقراطية.
والذي أثار استغرابي بصورة واضحة انني كنت قد قمت باعادة نشر للتقرير الصادر من الأستاذة / سليمى اسحق والتي اثق في صدقها ونزاهتها ، والذي يقول ان خمسة حالات اغتصاب وردت تسبب فيها عناصر من الدعم السريع ، هكذا بكل وضوح .
الا ان التقرير الصادر من الجبهة المدنية قام بتوزيع هذه الحالات الخمسة بين مناطق الدعم السريع ومناطق الجيش معتمدا على تقرير واضح جدا لم يكن فيه ما يشير لعناصر الجيش.
وبرغم قناعات ثابتة لدي ان هذا السودان ارتكبت فيه فظاعات من مختلف القوى العسكرية في الخرطوم او الأقاليم التي شهدت حروبا في مواقيت مختلفة، ارتكبت فيها مختلف الجرائم من الجيش والدعم السريع والشرطة والمدنيين فيما بينهم .
الا انني هنا لا اناقش جرائم المؤسسة العسكرية السابقة ولا الشرطة ولا اي جهة
وانما اناقش واقعة محددة جدا وفي منتهى المباشرة تتمثل في تقرير واضح اتهم عناصر الدعم السريع ، ولا استطيع ان افهم كيف تحول هذا التقرير نفسه ليؤسس لتقرير اخر فيه توزيع للإتهامات بغير ما جاء في التقرير الرئيس .
برغم قناعتي ان المجموعة الكبيرة من الشخصيات الاعتبارية وغيرها التي وقعت على تكوين الجبهة المدنية العريضة لا يمكن ان تتفق على صياغة التقرير الجديد ، وبما ان هناك جهة قيادية تمثل هذا التجمع ، ولا يكون من الممكن الاتصال بنا جميعا لتبليغنا او مشاورتنا في اصدار تقرير ، وبما ان هذا التقرير الجديد قد ازعجني ولا اجدني مرتاحا ان اكون في جسم او هيئة قد تتحدث باسمي وانا لا علم لي لماذا تغير التقرير الذي اصدرته سليمى اسحق لحيثيات جديدة دون ان يصدر منها او من الجهة التي تمثلها ما يفيد ذلك !!!!
اجدني بكل أسف اعلن عن انسحابي من هذه الهيئة على علمي انهم كغيرهم من السودانيين الذين يعلمون خطورة هذه الحرب ويعملون على ايقافها وهذا واضح من العدد الضخم للكيانات الموقعة .
ولكن طالما ليس لدي الحق او الظروف لا تمكنني من اجازة اي تقرير صادر منها او الموافقة عليه فانني اجد نفسي غير واثق من وجودي هناك ، ولا اجد غير منصتي التي اعبر من خلالها مكانا اكتب عبره هذا التوضيح دون اي مبالغات .
عموما موقف ” #لا_للحرب ” و ” وضد الحرب بشكل مبدئي ” هو موقف اصيل لدي ويجمع بيني وبين عدد كبير من السودانيين وبيننا وبين الجبهة المدنية في الموقف المعلن ، وبما انني شخص واحد فالافضل ان اسحب توقيعي واعبر عن قناعاتي في صفحتي هذه مع تقديري لاي مجهود اخر يبذل في سبيل وقف هذه الحرب .
عمر عشاري.