محمد جلال هاشم: هل رفض الحرب يعني تلقائيا الحياد؟

لا يوجد إنسان مدني عاقل يؤيد الحرب، لكن هل فعلا رفض هذه الحرب يعني تلقائيا الحياد؟
***
بعيدا عن غباش الرؤية لدى من يعلنون أن هذه الحرب لا تعنيهم في شيء، تبقى الحقيقة وهي أن هزيمة الجنجويد تعني عمليا بقاء مؤسسة الدولة المراد إصلاحها بكل عيوبها من إصلاح عسكري وخدمة مدنية ومؤسسات عدلية. بينما هزيمة الجيش تعني انهيار هذه الدولة.
فهل رفض الحرب يعني الوقوف بحياد إزاء هذين الاحتمالين؟
***
هذا طبعا دون أن نتعرض لمن يصطفون خلف الجنجويد بدوافع الغبن من الجيش والكيزان، أو بدوافع الانتماء الإثني للمجموعات التي صدر منها مقاتلو مليشيا الجنجويد.
***
لتركيز محتوى كلامي أعلاه، فإنه يقوم على نقطتين أساسيتين هما:
1) انهزام مليشيا الجنجويد يعني بقاء مؤسسة الدولة الوطنية المليئة بالعيوب المشار إليها أعلاه بما يجعل مشروع الإصلاح العسكري وإصلاح الخدمة المدنية والإصلاح العدلي مشروعا قابلا للتنفيذ؛
2) انهزام الجيش يعني انهيار مؤسسة الدولة وبالتالي تنتهي إلى أجل غير مسمى امكانية الاصلاح المتعلقة بأي مشروع إصلاحي، عسكري أو عدلي أو خدمة مدنية.
***
هاتان هما النقطتان اللتان يرتكز عليهما كلامي. فهل أنت تقف/تقفين في الحياد أمام هذين الخيارين بحجة رفض الحرب؟
محمد جلال هاشم
الخرطوم – 13 مايو 2023م

Exit mobile version