تحمل النظام السابق مسئولية تكوين قوات الدعم السريع؛ البشير شخصيا يتحمل المسئولية ومؤسسة الجيش بحسها المهمي ظلت معترضة على الدوام على وضعية هذه القوات. ولكن مع ذلك، ففي ظل حكم البشير كانت هذه القوات تحت السيطرة.
خرج حميدتي من السيطرة مع ثورة ديسمبر وبعد سقوط البشير. فإذا كان البشير قد صنع هذه القوات فإن الظروف التي خلقتها ثورة ديسمبر هي التي مكنت لهذه القوات وسمحت بها بالتمدد في ظل اتهام الجيش بأنه جيش كيزان، مع أن الجيش مؤسسة قديمة بينما الدعم السريع قوة أنشأها الكيزان.
قيادة الجيش ممثلة في البرهان مسئولة عن التهاون مع حميدتي وتمدده، ولكن المسئول الأساسي هو ثورة ديسمبر والظروف التي أوجدتها. حتى الآن القوى التي تدعي تمثيل الثورة ممثلة في قحت ما تزال توفر الغطاء السياسي للمليشيا، وهي التي منحتها وضعية القوة الموازية للجيش في وثيقة كورنثيا، ومن بعد ذلك في الاتفاق الإطاري. حميدتي صنيعة البشير ولكنه تمدد في ظل ثورة ديسمبر التي أخلت بالتوازن لمصلحة المليشيا، و كانت “القوى المدنية” التي مثلت الثورة تريد الاستمرار في طريق إضعاف الجيش وتمكين المليشيا وقائدها عبر ما يُسمى بالإصلاح الأمني ضمن الاتفاق الإطاري سيء الذكر.
حليم عباس