الجيش (يسردب) والدعم السريع يتسرب!
بدأت الخطوط تتباعد بين ارتكازات الدعم السريع في الخرطوم والمجموعات المكونة لتلك الارتكازات اصبحت تقل عددا وعدة
وذلك لأن أفراد الدعم يتسربون كلما وجدوا فرصة لخلع الكاكي والتخلي عن السلاح وركن العربة تحت أقرب شجرة او حيطة !
السبب في هذا التسرب الكبير يعود للخطة المستمرة للجيش والتى بدأت بقطع خطوط الإمداد أولا وضرب الطيران لأي قوة تتحرك في منطقة مكشوفة ثانيا والتصدي لأي هجوم بالقدر الذي يحدث أكبر قدر من الخسائر في صفوف الدعم ثالثا
الخطة المستمرة للجيش اتسمت بالصبر الطويل وكانت ولا زالت تقوم على الكسب بالنقاط مع مكاسب الطلعات الجوية لأي فرص سانحة
طال الوقت والناس تتعجل الحسم لكن الجيش يكسب بالتركيز وبالصبر فالحرب في الخرطوم وفي أكثر المناطق سكانا وعمرانا
ان تفكيك الدعم السريع الجاري كان ولا يزال أقرب الا إبطال مفعول(لغم) واي خطأ كلفته عالية لذا يتم التفكيك بالصبر وبالتركيز الشديد
ان كانت الكرة عند الفرق الرياضية اقوان فإن الحرب عند الجيش أهداف والجيش الآن يكسب بالأهداف
نعم -العرض مهم لكن النتيجة أهم -ولقد قدم الجيش عرضا وكسب النتيجة بالأهداف
من إيجابيات هذه الحرب القاسية انها كشفت للعالم البعيد والقريب قيمة الجيش السوداني عند شعبة وقدرته فوق خصومه
على الأرض وفي الجو -نقولها بكل فخر -لدينا أحد أفضل الجيوش في العالم –
مسألة زمن ويفقد الدعم السريع آخر نقطة ارتكاز بالتسرب ويكسب الجيش بالتركيز
المواطنون يمكن ان يساهموا في تقصير زمن الحرب وذلك بالثقة الثابتة في الجيش لأن ذلك يرفع معنويات الجند وبالصبر على آثار الحرب وعلى أقدار الله ومن ثم محاولة التواصل مع مجموعات الدعم السريع ومحاورتهم واقناعهم بالسلام وترك الحرب
ان التواصل مع مجموعات الدعم السريع يمكن ان يكون له مفعول كبير فهؤلاء الأولاد في حاجة اليوم الى يد تمتد لمصافحتهم والى كلمة تطمئنهم
يمكن للمواطنين ان يعرضوا علي أفراد الدعم وحتى ضباطه الإستقبال والايواء وضمان السلامة حال رمي السلاح
ان الانتصار يمكن ان يكون بالسلام وهو بذلك أقيم من الانتصار بالسلاح
بقلم بكري المدني