حالياً المليشيا خيارها الوحيد هو التفاوض بعد أن انهزمت في الحرب. الجيش يملك خيار حسم المعركة عسكرياً لصالحه. وعليه فالتفاوض، إن كان هناك تفاوض، يجب أن يكون حول الطريقة التي تستسلم بها المليشيا، لا أكثر. ليس هناك شيء يستطيع الجيش تحقيقه بالتفاوض ولا يستطيع تحقيقه عسكرياً، عكس المليشيا التي انعدمت الخيارات أمامها ويضيق الخناق عليها كل يوم.
على ماذا يتفاوض الجيش مع المليشيا؟ الخروج من أزقة الأحياء السكنية؟
لو كان المليشي مسيطر على مدن ومناطق عسكرية ومناطق استراتيجية كالميناء مثلاً سيكون الجيش مضطراً للتفاوض معه. ولكن شتات المليشيا حاليا عبارة عن فلول هاربة تختبئ في الأحياء. تتفاوض مقابل ماذا؟ اللهم إلا لو كان الهذف منع احتمالية الخسائر بين المواطنين. ولكن هذه الفلول مهزومة منذ لحظة هروبها واختباءها وسط الأحياء السكنية.
حليم عباس