محمد أبوزيد كروم: الآمان في السودان
ليس هنالك أمان في هذه الدنيا أكثر من السودان.. أنا شخصيا لا أشعر بأي أمان أو طمأنينة في غير هذه البلد.. هذا ليس موقف عاطفي أو شعور تعويضي.. هذه حالة أعيشها في كل الظروف والأحوال وتتحكم في مزاجي وأفعالي.. الخرطوم وبالرغم من جرحها الغائر ونزيفها المستمر بعد أن عاث فيها المتمردون والغزاة قتلا وتخريبا لم تشهده من قبل .. ومع ذلك تبقى هي عندي الأكثر امنا وامانا .. مهما حدث ومهما سيحدث..
لا داعي للهلع والخوف.. ومن لم يجد الراحة في الخرطوم بسبب هذه الظروف العصيبة فالاقاليم والولايات قريبة وابوابها مفتوحة ولأهل السودان جميعهم امتدادات وبيوت وأقارب فيها اذهبوا إلى هناك حتى تنجلي الأزمة وتعودوا إلى دياركم آمنين منتصرين ..
لا أجد مبرر لمن يفكرون في الخروج إلى خارج السودان .. هذه معاناة وتعب ومشقة لستم في حاجة لها .. أبقوا في بلادكم هذا أرحم وأشرف وأكرم لكم ..
اذهبوا للولايات وتفكروا في طبيعتها وخيراتها وفرصها وراحتها النفسية.. فلتكن هذه فرصة لإعمار الولايات والريف وللعودة العكسية المنتجة ليس لسبب الحرب العابرة.. وإنما للعمل والإنتاج والإعمار ولجعل تلك البيئة الصالحة الفسيحة التي هجرها أهلها للتكدس في الخرطوم اختياراً لا فرضاً..
محمد أبوزيد كروم