تقول الصحيفة” كلا الرجلين لديه سجل قاتم في لعب دور قيادي في حملة مكافحة التمرد الشرسة ضد المتمردين في دارفور، حيث كان سلوك قوات الدعم السريع مشينا”.
نشرت صحيفة “الغارديان” افتتاحية علقت فيها على النزاع في السودان بالقول: “جنرال ضد جنرال ضد الشعب”، ولفتت فيها إلى أنه “في البداية، انقلب الجنرالان على عمر البشير، الرجل القوي الذي خدماه، عندما انتفض الشعب السوداني ضد الرئيس. ثم في انقلاب آخر، انقلبا ضد السياسيين المدنيين الذي صعدوا إلى السلطة لاحقا، والآن انقلبا على بعضهما البعض”.
فقد خاف الكثيرون من مواجهة قريبة بين الجنرال عبد الفتاح البرهان، الحاكم الفعلي وقائد الجيش، ونائبه الجنرال محمد حمدان دقلو، المعروف بحميدتي، والذي يقود قوة شبه عسكرية هي قوات الدعم السريع. إلا أن انفجار العنف نهاية الأسبوع، وقاعدته وسرعته التي انتشرت في البلاد، بما في ذلك دارفور والمناطق الحدودية الغربية، كان صادما ومخيفا.
وأشارت الصحيفة إلى النزاع الحالي بين الرجلين الذي اندلع بسبب خطط لدمج قوات حميدتي في الجيش، وهي قوات التي ربّاها البشير من أجل أن تكون ثقلا موازيا لقوة الجيش. وجاءت الخطة ضمن اتفاق يَعِد بعودة الحكم المدني بعد انقلاب عام 2021.
ويتعامل الرجلان مع المعركة الحالية على أنها مسألة بقاء. وقال حميدتي إن “البرهان سيموت مثل الكلب لو لم يقدم للمحاكمة”. أما الجيش، فقد أعلن أن حميدتي بات مجرما مطلوبا للعدالة.
ووسط المعركة، وجدت العائلات السودانية الخائفة نفسها عالقة في بيوتها بدون ماء أو كهرباء، ونقص في المواد الغذائية. وتزداد حصيلة القتلى حيث ارتفعت من 180 إلى 270 شخصا في أربعة أيام من القتال. وتتعرض المستشفيات لهجمات، وتم قطع الخدمات الأساسية. وبعد مقتل ثلاثة من العاملين فيه، علق برنامج الغذاء العالمي مساعداته التي يحتاجها الناس.
ومنحت التقارير يوم الثلاثاء عن وقف لإطلاق النار، أملا مؤقتا وراحة. ولكن لا توجد أي إشارة على استعداد الطرفين للتخلي عن العنف. ويحظى البرهان بدعم من مصر، أما حميدتي فتدعمه الإمارات، وهو على علاقة مع شركة المرتزقة الروسية، فاغنر. فيما عبّرت السعودية عن اهتمام بالوضع في السودان.
وحذرت الصحيفة من استمرار العنف، بشكل قد يجر إليه لاعبين محليين وأجانب، بشكل يعقّد من مهمة حل الأزمة.
وبالإضافة للقلق على مصير السودان، هناك مخاوف من أن ينتشر العنف إلى دول الجوار في تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى، وأجزاء أخرى من المنطقة. ويجب أن يكون وقف العنف هو الخطوة الأولى بدعم دولي مستمر، وموقف موحّد من أجل التوصل لوقف إطلاق النار.
وعلقت الصحيفة أن إدارة دونالد ترامب، حوّلت السياسة من السودان إلى اللاعبين الإقليميين، ومن هنا، فعودة الولايات المتحدة مرحب بها وإن كانت متأخرة. وربما ساعدت عقوبات مستهدفة يتم فرضها بعناية على نزع فتيل الأزمة، وكذا الوفد الأفريقي الموعود، والذي قد يجلب الطرفين للتفاوض.
مرة أخرى يدوس رجال جشعون متعطشون للسلطة على احتياجات وأماني الشعب السوداني. فقد أبعد اندلاع العنف الناشطين الداعين للديمقراطية عن أهدافهم، وركزوا بدلا من ذلك على مساعدة الشعب ومحاولة وقف القتال.
ومع أن حميدتي صوّر نفسه كحام لثورة 2019، وتعامل بعض القادة المدنيين وإن بغير حماس، معه كحاجز محتمل ضد ديكتاتورية البرهان، إلا أن الشعب أصبح أكثر وعيا وتنظيما، وبات الكثيرون في القاعدة الشعبية يرون في الأيام الأخيرة دليلا على أن عملية سياسية يهيمن عليها أميرا حرب تظل فارغة، ولن تؤدي إلى التقدم ولا الاستقرار.”
باج نيوز