ياسر أبّشر يكتب:
أبدأ بهم يا قوقو
من مِنّا لم يشاهد بعض جنود حميدتي وهم يتحدثون بلسان فرنسي مبين!!!
جيئ بهم من تشاد والنيجر ومالى وسواها.
جُنّسوا وجُندوا وأخذوا يقتلون أبناء الوطن.
وشاهدنا أحدهم برتبة ضابط يخطب في جمع من أهله ويهنئهم بسلامة الوصول من أفريقيا الوسطى.
وأضيف اليوم أن حميدتي جنّد أريتريين وأحباش.. اعتُقل بعضهم في اليومين الماضيين.
حدث كل هذا بعد أن أثرى حميدتي وتنفَذ.
وفي التاسع من فبراير الماضي ذهب حميدتي إلى الأمارات والتقى محمد بن زايد.. وهناك اشتكي لمحمد بن زايد من عدم تعاون البرهان معه، وقال له: إن البرهان “زول ميت” وضعيف ولا يقوى على اتخاذ قرار، وأنه يتلكأ في تنفيذ مطلوبات الاتفاقية الإطاريةً.
بل اشتكى أن البرهان ما يزال يُبقي على الإسلاميين في الجيش وفي الخدمة المدنية!!!
وهذه الشكاة تحديداً هي ما يثير بن زايد وتُأجج جنونه.
والحقيقة أن كراهية بن زايد لكل شيئ له علاقة بالإسلام غدت مشهودة مرصودة مشت بسيرتها الركبان والحقب!!!
كتب الصحفي الشهير ديڤيد هيرست David Hearst مقالاً في Middle East Eye بتاريخ 7 أبريل الماضي بعنوان:
Why the UAE is stoking European Islamophob
” لماذا تُأجج الإمارات الإسلاموفوبيا الأوروبية ”
أثبت فيه استخدام الأمارات ملايين الدولارات لزيادة كراهية الأوربيين للإسلام!!
وكتب صحفيون وكتاب غربيون آخرون حول هذا..
سأورد تفاصيل ما كُتب حول ذلك في مقال لاحق.
ومعروف أن للأمارات مركزين متخصصين في محاربة الإسلام والإسلاميين حول العالم، هما:
— مركز المِسبار للدراسات والبحوث.
— ومركز هداية.
وتقوم سفارات الأمارات حول العالم بمتابعة كل نشاط إسلامي والتقرير عنه، وتنسق نشاطها حول هذا مع جهاز أمن الأمارات.
وهكذا استطاع حميدتي بادعائه أن البرهان يمكّن للإسلاميين من أن يجتذب كامل انتباه ود زايد، فالأمر فيه إسلاميون!!!
وجّهه ود زايد بالاستعداد للإطاحة بالبرهان عسكرياً، ووعده بدعم مالي في حال نجاحه في إزالته.
وجّه بن زايد خليفة حفتر بدعم حميدتي بطائرات ووقود طائرات.
ووجّه جماعة قحت – المركزي في أول زيارة لهم للأمارات باستدعاء منها بتسخير كل قدراتهم لدعم ما سيقوم به حميدتي.
وهكذا أصبحت قحت – المركزي الظهير السياسي/الإعلامي لحميدتي.. وهو جناحها العسكري.
وبطلب من بن زايد زار البرهان أبوظبي ليفاجأ بأن حميدتي اشتكاه لبن زايد واتهمه بموالاة الإسلاميين، رغم أنه يضع قياداتهم في السجون، ويطارد بعضهم، ولازالت مصادرات أملاكهم جارية بما في ذلك دورهم ومنظماتهم وشركاتهم.
وفي 24 فبراير زار الخرطوم وزير الدولة للخارجية الأماراتي ووجّه إنذاراً أخيراً للبرهان ليوقع على كل مخرجات العملية السياسية.
في هذا الأثناء وحتى يوم 14 أبريل كان حميدتي أكمل استعداداته العسكرية للمواجهة مع الجيش، بفضل الدعم العسكري الأماراتي الذي شمل مدرعات وذخائر متطورة وراجمات ورشاشات ثقيلة . والأهم إرسال الإمارات ملايين الدولارات وصلت عبر المطار في صناديق حديد سوداء اللون ، واستلمها الدعم السريع دون تفتيش .
وقبل حوالي عامين كانت الأمارات زودت حميدتي بأجهزة اختراق (بيغاسوس Pegasus الذي تنتجه مجموعة NSO الإسرائيلية) تمكنه من مراقبة كل أنواع الهواتف.
وبفضلها كانت محادثات ورسائل القادة العسكريين وبعض السياسيين والناشطين مرصودة لحميدتي وكبار مساعديه ويتبادلونها مع الأمارات.. وتحصل إسرائيل على نسخة لكل ما يُرصد.
وفي يوم 14 أبريل ذهب وفد وساطة من بين أعضائه المهندس عبد الله مسار لمنع وقوع المواجهة، ولكن حميدتي فاجأهم بموقف متشدد، وأظهر احتقاراً للبرهان، لدرجة وصفه “بالخملة البحلب بقرته راقدة”!!!
من جانبها كانت قحت – المركزي وخاصة مجموعة الإطاري تقوم بالتمهيد الإعلامي لحرب حميدتي. وكان مهماً لها ولحميدتي تحييد مصر وتشويه صورتها لدى الرأي العام، حتى لا تقدم أي دعم للجيش السوداني فتتهم بالتدخل . فقاموا بحملة في السوشيال ميديا تتحدث عن احتلال المصريين لبرج المراقبة في مطار مروي، وتتحدث عن وجود قوات مصرية كبيرة بالمطار، ونشرت واسعاً صوراً لنقود بكميات ضخمة زعمت أنها مزورة وأن المصريين هم الذين زوروها.
وفي يوم 14 أبريل الجاري زار محمد بن زايد القاهرة، وهناك تطرق للأوضاع في السودان، وأفاد السيسي أن مخابراتهم تتوقع “تطورات عسكرية عنيفة” وأنهم يأملون من القاهرة عدم التدخل !!!
وفي إطار التمهيد لحربه، ظل حميدتي وجهازه الإعلامي في السوشيال ميديا يكثف حملته على الإسلاميين، ويزعم أنهم يعملون على الوقيعة بينه والجيش، ويزعم أنهم يريدون الرجوع للسلطة بتعويق العملية السياسية ورفض الاتفاق الإطاري الذي قال: إنه سيدافع عنه.
وفي نفس الإطار كثفت قحت – المركزي وجماعة الإطاري حملتهم على الكيزان مكررين نفس مزاعم حميدتي. ودافعوا بشدة عن قوات الدعم السريع.
وتحدثوا عن استحالة دمجها (خالد سلك)…
أو أنها تصلح أن تكون نواة لجيش وطني (عرمان)…
أو أنه من المهم تناول وجود الدعم السريع بواقعية؛ لأنه أصبح أميل للتحول الديمقراطي وداعم للعملية السياسية (بابكر فيصل)…
وتحدث البرير ومريم وشوقي عبدالعظيم اليساري حديثاً داعماً للدعم السريع…
وكلهم كانوا في صف حميدتي ومعادين للجيش، وحموه من الدمج والتفكيك في الورشة التي نظموها لما سموه: إصلاح الجيش والأجهزة الأمنية..
كل تلك المواقف والمناصرة لحميدتي، إنما كانت تمهيداً لحرب حميدتي ضد الجيش…
كانوا بالفعل ظهيراً سياسياً لحميدتي، الذي يأملون أن يكون ظهيرهم العسكري ليفرضوا الاتفاق الإطاري.
الأخطر أنهم هددوا بالحرب إن لم تتم الموافقة على اتفاقهم الإطاري..
هددوا بالحرب التي يعلمون أن ظهيرهم العسكري يُعد لشنها.
وكتوجيه بن زايد دخل حمدوك الذي كان أفسد رئيس وزراء مرّ على السودان، يتلقي راتباً دولارياً من الغربيين . وكان أفشل رئيس وزراء . تدخل حمدوك يدعم حميدتي ويساويه بمناشدات بجيش السودان!!!
كل هؤلاء كانوا الجيش السياسي/الإعلامي لحميدتي، يَفُتّ في عضد الجيش ويحاربونه نفسياً، مثلما وجههم بن زايد.
ولم يكن عداؤهم يقل عن رصاص ودانات الدعم السريع.
فيا قوقو (الجيش كما يسميه العسكر أنفسهم) هؤلاء هم العدو فاحذرهم، بل صب عليهم غضبك بالقانون (أو الغانون) ولا تأخذنك بهم رأفة.
ياسر أبشر