أكاد أجزم ان العسكريين بمجلسهم يعانون من حالة فوبيا تصيبهم جراء اقتراب عيد الفطر المبارك وخلال شهر رمضان المعظم وهي ماتسمى عندنا بالعامية (كديسة) ودعونا نتحدث بالعامية تسهيلا للجميع، فما يحدث الآن من احتشاد لقوات الدعم السريع وبيانات غير مريحة من قبل الطرفين لا يمكن ان يفسر الا بواحدة من اثنين لا ثالث لهما وهو إما ان ما يحدث سيناريو متفق عليه بين الطرفين لشغل الرأي العام وإدخال الرعب في نفوس المواطنين وبالتالي يتمتع المجلس العسكري بفرصة للتمترس والبقاء ونسيان ما يسمى بالاتفاق الاطاري وضغوط فولكر، او ان ما يحدث أمر متفق عليه ايضا من قبل الطرفين بغرض الخروج من دائرة الحرج وبعض الوعود التي قدمها رئيس المجلس لبعض الدول المجاورة وغير المجاورة .
دعونا نخضع بيان الدعم السريع للتشريح حيث اشار البيان بكل ثقة الى انهم لم يتحركوا جزافا وان اي تحركات لهم تتم بمباركة القوات المسلحة وعلمها التام وبموجب تناغم تام بين الطرفين، وان تحركهم وانتشارهم جاء من منطلق تلبية نداء الوطن ومحاربة الجرائم العابرة للصحراء ، في حين ان بيان القوات المسلحة كان عبارة عن (بيت بكا) اكد البيان ان تحركات الدعم السريع تمت دون علمه، وان البلاد تمر بمنعطف خطير ودق البيان ناقوس الخطر واضاف بان الدعم السريع يزيد من الخطر بانتشاره وزحفه نحو المدن، فمن الذي أعطى الدعم السريع حق التحرك واقتحام المدن دون رضاء القيادة ؟!
السيناريو شبه واضح دقني وأدقك او ما شابه ذلك ثم تخرج الأحزاب بضرورة عقد اجتماعات لإنهاء الازمة بين الشريكين العسكريين في محاولة لإقناع الشعب بمدى تفاقم الأوضاع، والتي احسب ان كلا من الطرفين قادر على حسمها ان أرادا ذلك .
ينبغي على العسكريين السيطرة على (كديستهم) المنفلتة التي تحرضهم على القتل والتشاحنات وإراقة الدماء في الشهر الفضيل وفي خواتمه، ودعونا نتنسم عبير عيد الفطر بهدوء وروية بعيدا عن تلك الأجواء الدموية ، وطالما ان الصيام يرهقكم الى ذلك الحد ويجعل أفكاركم سوداوية، وطالما ان كديسة الدم تلك تحرضكم لارتكاب المجازر وإراقة الدماء في رمضان فمن باب اولى ان تتجرعوا الماء في نهار رمضان وتبللوا حلوقكم حفاظا على ما تبقى من أعصابكم والسيطرة عليها حتى يمر الشهر وعطلة العيد بأمان فليس من مصلحتكم او مصلحة الشعب استخدام السلاح والدخول في معارك يروح ضحيتها المواطن الغلبان واهلنا في الشمالية وتحديدا مروي يجب ان تجنبوهم ذلك ونأمل ان تصفوا حساباتكم بعيدا عن إنسان القرية الآمن رجاء لا تحولوا مروي الى دارفور ورجاء طالما ان الجيش والدعامة على استعداد للتحارب من باب اولى ان يذهب الطرفان الى دارفور وان يقتتلا مع الذين يؤججون الصراعات هنالك وان يدحروهم وان يحققوا الأمن والأمان لانسان دارفور بدلا عن خلق مسرح جديد للدماء ونقل الحرب لأهلنا في الشمال .
انتم كقوات عسكرية وكطرفين شاركا في ادارة المجلس العسكري بمثابة المتهم الاول امام الشعب فأنتم من فرطنم في البلاد وسلمتم رأسها للخونة والمارقين وأعداء البلاد والآن تبحثون عن سلام زائف، فذوقوا كسب أيديكم .
كسرة ..
من زماااااان قلنا انكم عديمو خبرة بالسياسة التي غيبتم عنها لثلاثة قرون وحينما توليتم فشلتم وسقطت تجربتكم في أول منعطف وذاكرة الشعب لا تنسى فض الاعتصام ومجزرة ٨رمضان .
صحيفة الانتباهة