أبواق الدعم السريع تردد بشكل منظَّم أن مطار مروي محتل بواسطة المصريين. وهو ما يدل أن هذا هو الخطاب الرسمي للمليشيا التي تقودها عائلة آل دقلو.
قاموا فجأة باكتشاف وجود احتلال مصري في مروي!
وهذا أغرب تعريف للإحتلال، تعرف يشبه حميدتي تماماً، فهو تعريف غير موجود في أي قاموس في العالم، و بلا أي أساس مثل أي شيء متعلق بحميدتي، مثل رتبته العسكرية ووضعه في مجلس السيادة ووضع قواته وإقطاعيته داخل الدولة السودانية؛ وجود غير منطقي و لا يستند لأي شيء سوى نفسه.
هكذا، بهذا المنطق تريد أبواق المليشيا العائلية إقناع الرأي العام بأن مروي محتلة بواسطة قوة أجنبية، هي القوات المصرية، وقوات الدعم السريع تريد إخراج هذه القوة المحتلة.
طبعاً، هذه مجرد دعاية حربية، وهي جزء من الحرب ضد الدولة التي يريدها آل دقلو.
في الحقيقة، لا يوجد احتلال في مروي، لم تصرح مؤسسات الدولة بذلك، والوجود المصري (إن صح) فهو بلاشك وجود بموافقة وبتنسيق مع السلطات السودانية، والجيش تحديداً. ومن البديهي أن تتعاون أي دولة عسكرياً مع أي دولة أخرى وفقاً لما تقتضيه الحاجة. هذا لا يُسمى احتلالاً.
الإحتلال هو مثل الذي حدث في حلايب، التي يزايد بها ابواق الدعم السريع. لماذا لا تذهبون إلى حلايب لتحريرها. سيقف معكم الشعب السوداني كله حينها. والإحتلال هو مثل الذي حدث في الفشقة والتي قام الجيش بتحرير معظمها، ولم نسمع بأي بطولات للدعم السريع حينها.
طبعاً حلايب سودانية ومحتلة وستعود يوماً ما إلى السودان، مثلما عادت الفشقة في الوقت المناسب، وهذا ليس موضوعاً للمزايدة. والعلاقة مع مصر، مثلما هي العلاقة مع إثيوبيا، هي علاقة لا مفر منها بحكم الجغرافيا والتاريخ، وهي علاقات بين دولتين وشعبين وليست بين دولة ومليشيا أو عائلة.
أما بالنسبة للمشكلة التي تثيرها قوات الدعم السريع والتي ترقى إلى درجة التمرد ضد الدولة، فهذا شأن عسكري بحت نكتفي عنده بالقول بأننا نثق في مؤسسة القوات الملسحة وقدرتها على التعامل مع الموضوع بخبرة وحكمة مؤسسة كبيرة وعريقة لها تاريخ طويل في التعامل مع الأزمات. و هي تحظى بثقة وبدعم ومساندة الشعب السوداني بأطيافه ومكوناته المختلفة.
حليم عباس