صفاء الفحل تكتب: بين العلم والدين والمجتمع
حركة إلهاء واضحة عن الاحداث السياسية ومحاولة كسب التعاطف باسم الدين الاسلامي، وضجة بلا معني يثيرها الكيزان حول بعض المشاهد في بعض المسلسلات السودانية التي تعرض خلال هذا الشهر الكريم، رغم أن بعض تلك المشاهد تتناول أشياء علمية أو اجتماعية لا علاقة لها بالأثارة أو الفسوق كما يدعي بعض المهووسين، وقد تناولت أحدى المسلسلات مثلا قضية العلاقات بين الفتيات داخل الداخليات، وهو تناول يحمل بعض الاستنارة البعيدة عن الاثارة، ولكننا كالعادة دائما ننظر للأشياء بعين الاثارة الحسية لا بعين التنبيه حتى لا نقع في ذلك الخطأ.
وانا بكل تأكيد ضد المثلية بكافة أنواعها ولكني في ذات الوقت انظر إليها كـ(مرض) كسائر الأمراض الاخرى يحتاج صاحبه للعلاج وهو قسمان فقد يكون (عضوي) خلق به الشخص منذ ولادته، بتقارب الجينات واختلاط احداهما بالأخرى، وقد يحتاج الشخص في هذه الحالة الى اجراء عملية جراحية لتثبيت الجين الاعلى سيطرة، واعادة الشخص لوضعه الطبيعي، بعد ذلك من خلال جلسات علاجية وهو أمر طبيعي ومفهوم لكافة الأطباء والأشخاص المتعلمين ولا يحتاج لكل هذه الضجة فالأمر لا علاقة له بالدين أو الاخلاق،
أما النوع الآخر وهو الأخطر وهو يظهر في المجتمعات المتفسخة اجتماعيا، وهو قد يكون نتاج للتربية الاجتماعية والأسرية الخاطئة أو الشارع وملازمة أصدقاء السوء، حيث يتم التعود النفسي تدريجيا على التعامل مع العلاقة غير السوية بطريقة خاطئة خلال مرحلة معينة من العمر، وهو ايضا يحتاج لعلاج نفسي طويل ومساهمة الجميع في هذا الأمر.
وحتى لا يؤخذ الأمر بذلك الجهل الذي تمت به الحرب على تلك المقاطع، علينا أن نفهم بأن أمر التستر والخجل من مناقشة مثل هذه الأمور حتى وصل الى انتشارها حتى داخل دور تعليم القرآن (الخلاوى)، وليس بعيدا حكاية معلم الخلوة الذي اغتصب عدد من التلاميذ، وليس بعيدا أن تكون هناك العديد من الحوادث المشابهة نعمل بتجهيلنا وعدم تطرقنا الواضح وبقوة لها، قد ساهم في اخفاءها أو عدم المعرفة بها أصلا وبالتالي إفلات الجاني من العقاب وعدم تلقي المجني عليه العناية الطبية اللازمة.
لا حياء في الدين، هكذا يقول الرسول الكريم، والدراما مدرسة تعكس عيوب وجرائم المجتمع وتدخل لكل منزل لتنشر الوعي، وكان على الجمعيات المرتبطة بالدراما الخروج والدفاع عن الفكرة بدلا عن هذه الانهزامية التي قابلوا بها ذلك الهجوم وادى الى إيقاف بعض المسلسلات كان يمكن أن يستفيد منها المجتمع السوداني كثيراً.
أفلا يتقي الله في المجتمع السوداني هؤلاء الجهلاء، الذين يصرون على الاستمرار في تجهيله باسم الدين الاسلامي الحنيف، والذي جاء ليخرج الناس من الظلمات الى النور، بينما يحاول الكيزان باسمه إعادة الناس الى الظلمات مرة اخرى ولكن هيهات فقد مضى عصر التجهيل والتضليل، وفجرت ثورة الوعي في ديسمبر منابر الوعي وصار الشعب اقوى وأوعى.
والثورة لن تتوقف
والرحمة والخلود للشهداء
والقصاص أمر حتمي
صحيفة الجريدة