بخاري بشير يكتب: خيار الانتخابات!

ما هي الخيارات المتاحة أمام الساحة السياسية؟ بعد ان استحال (التوافق) حول الاتفاق الاطاري؟.. وتعنت (المجلس المركزي)؛ واصراره على توقيع الأطراف التي حددت مسبقاً؟.. ثم ماذا بعد الشروط الغليظة بضرورة (توسيع) قاعدة المشاركين.. تحدث المجلس المركزي عن خيارات بديلة سيطورونها حال استحال الاتفاق؛ وتحدث الفريق أول البرهان عن خيار (نزح كلنا)؛ وهو يخاطب جمع (المجلس المركزي) بافطار الفريق اول ياسر العطا.. لكن الذي لا يعلمه الاطاريون ولا الفريق البرهان؛ ان الخيار المطروح امام عقلاء الساحة السياسية هو الاتجاه نحو (انتخابات مبكرة)؛ برقابة دولية تفتح الباب لمن يختاره ويفوضه الشعب.. ويكون هذا المختار بموجب (التفويض) هو من يحدد بشرعية الصندوق من يحكم ومن يكون رئيساً للوزراء ومن يصبح عضواً في المجلس التشريعي المفترض؟
لكن الناظر للساحة السياسية اليوم يجد ان الداعين لخيار (الانتخابات المبكرة) من العقلاء هم أكثر من ووجهوا بحملات (التخوين).. وأنهم (الكيزان- والفلول والثورة المضادة).. والسبب بسيط هو ان اي انتخابات تقوم في هذه السنين لن تأتي بالذين يتسيدون الساحة.. لذلك هم اعداء لأي (انتخابات)؛ وهم يريدون بفعلتهم هذه ان تفرش لهم البسط ليحكموا بشرعية (وضع اليد)؛ دون اي تفويض من الشعب أو المواطن؛ الذي انتظر اربع سنوات عجاف بعد سقوط الانقاذ ليجد نظاماً جديداً قام على (الحرية والسلام والعدالة) في انقاض الحكم البائد؛ الا انه شاهد اسوأ مسرحية تعرض على شاشات العرض السياسي من (خلافات وتخوين واستقطاب).. ولم يجد شيئاً من الشعارات التي رفعت قد تحقق على أرض الواقع؛ ولم يجد من بين الحكومة المكلفة من يهتم بمعاشه والتزاماته؛ فالبلاد كلها تعيش حالة (السقوط والتراجع) في كل شيء بدءاً من الخدمات وليس انتهاءً بالضروريات أو أبسط مقومات الحياة.
هؤلاء العقلاء من أبناء السودان؛ ووجهوا بحملات (مستعرة) تصفهم بأشنع الأوصاف وبأنهم يريدون ان يقوضوا النظام الديمقراطي الذي جاءت به الثورة.. ومن أمثلة هذه الحملات من أسمى نفسه بالتجمع الديمقراطي للدبلوماسيين السودانيين وهو يشير الى مخطط –بحسب تعبيره- لتحالف مدعوم من مجموعة من عناصر النظام المباد لتقويض العملية السياسية والذهاب لانتخابات مبكرة.. كيف يدعوا لتقويض العملية السياسية من يدعو لانتخابات مبكرة؟.. وكيف تكون (الانتخابات المبكرة) وهي الحل الوحيد في الأفق السياسي تكون هي مقوض العملية السياسية؟.. فهل تستقيم العملية السياسية من غير انتخابات؛ من المعلوم أن الانتخابات هي الوسيلة الوحيدة لممارسة الديمقراطية في العالم المتحضر الذي يؤمن بها.. ويا سبحان الله ان الانتخابات في السودان صارت من ادوات تقويض العملية السياسية.. وما بالك بمن يريد ان يسيطر على الساحة السياسية بوضع اليد وهو يعلم تمام العلم ان قواعده وجماهيره لن تمكنه من الفوز ولا بدائرة واحدة.. ومن عجبي ان كثيرين من المنتمين لاحزاب تاريخية قامت على أسس الديمقراطية وحقوق الشعب في الانتخابات اليوم صاروا تابعين لأولئك الداعين للسيطرة بوضع اليد..لا أعتقد ان هناك حلاً في الساحة السياسية والمشهد السوداني المعقد أفضل من الانتخابات.. لانها هي التي تعطي من تعطي وتمنع من تمنع بشرعية الصندوق وحق الناخب.. وما سواها هو زبد يذهب جفاءً.

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version