دعا نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو أمس الأحد، إلى ضرورة استمرار التنسيق بين السودان وجنوب السودان، لبناء الثقة وصولاً للحل النهائي لقضية أبيي المُتنازع حولها.وفشل السودان وجنوب السودان في الاتفاق حول من يحق له المشاركة في استفتاء تقرير مصير أبيي المنصوص عليه في اتفاق السلام الشامل لعام 2005، لرفض الدينكا نقوك مشاركة الرحل من قبيلة المسيرية في الاستفتاء.
ونظمت قبيلة دينكا نقوك في العام 2013 استفتاء من جانب واحد أقر تبعية المنطقة لجنوب السودان. إلا أن الخرطوم رفضت الاعتراف به، كما رفضت تطبيق اتفاق يقضي بتكوين إدارة مشتركة في المنطقة لحين الاتفاق على مستقبل المنطقة.
وقال دقلو لدى مُخاطبته الجلسة الافتتاحية للاجتماع المشترك بين السودان وجنوب السودان حول “أبيي” المنعقد بالخرطوم ، إن استمرار التنسيق والتعاون بين الأطراف في السودان وجنوب السودان، يمثل فرصة سانحة لبناء الثقة، وتبادل الآراء حول كيفية توفير أساس متين للحل النهائي للقضية .
وأوضح أن حساسية قضية المنطقة بالإضافة إلى المعاناة الإنسانية التي تمر بها المجتمعات هناك تمثل أولوية، لا تحتمل التأخير، وأبدى أمله أن يتوصل المجتمعون لنتائج إيجابية لوضع البلدة على مسار السلام العادل والمستدام.وتقدم بشكره لحكومة جنوب السودان وسرعة استجابتها لمقترح عقد اللقاء في الخرطوم للبحث عن حل لأزمة المنطقة.
وقال :” هذا الملف له تأثير مباشر على أمن المواطنين وتوفير احتياجاتهم الضرورية، ونأمل أن يستمر العمل والتنسيق بذات الروح، لتفعيل الآليات المشتركة وخلق البيئة المناسبة، التي تسهم في تعزيز الأمن والتنمية والاستقرار لمصلحة المجتمعات بالمنطقة”.وطالب مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للقرن الأفريقي، واليونيسفا، والاتحاد الأفريقي، والإيقاد بمواصلة دعم جهود الطرفين، من أجل استدامة السلام.وقال المسؤول السيادي إن الروابط التاريخية المشتركة بين مجتمعات المنطقة والعلاقات الإستراتيجية التي تجمع السودان وجنوب السودان، تمثل عوامل محفزة تسهم في إحراز تقدم حقيقي، يضمن مستقبلاً أفضل لسكان أبيي.داعياً إلى تعزيز العمل المشترك، لخلق بيئة مواتية للتعايش السلمي والاجتماعي لتحقيق الاستقرار.وحث على ضرورة فتح المجال أمام الشرائح ذات الصلة من مجتمع المنطقة، خاصة الشباب والنساء، للاستماع إلى آرائهم، التي من شأنها المساهمة في تعزيز التعايش والاستقرار.
كما طالب المجتمع الدولي، بمزيد من التعاون والقيام بدور يتجاوز المساعدات الإنسانية، إلى تنفيذ مشروعات تنموية تنهض بالمجتمعات المحلية، وحث وكالات الأمم المتحدة على زيارة ميدانية للمنطقة للوقوف عن قرب على الاحتياجات الضرورية للمجتمعات المحلية.
صحيفة التيار