واهمٌ هو من يظُن، بأنّ البطش واستخدام القوة المفرطة، ضد المواطن، لاسكات صوته، وتحجيم حركته، وكسر شوكته، قد يُطيل عُمُره في السُلطة، وتاريخ بلادنا، وغيرها من بلدان العالم الموبوءة بعُشّاقِ الحُكم، يُجدثنا عن من كانوا، أكثر قوة ومنعة، وأكثر عدة وعتاد منكم، لفظتهم شعوبهم، بعد أن ضاق صدرها، ونفد صبرها، وألقى بهم التاريخ في مزبلته، وقد ظنّوا من قبل بأنّها، قد دامت لهم، فاتعظوا من مآلات من سبقوكم على السلطة المفرحة، ومن سبقوكم على الزنازين الموحشة، ولا تنسوا أنّ في داخلها، من ظنوا من قبل بأنّها قد دامت لهم، وفيهم من صعد يوماً في المنابر مزهواً بالسلطة، فرحاً بها، ليُحدث الناس، عن أيلولتها الكاملة لهم، ولن يُسلموها من بعد إلّا لنبي الله عيسى عليه السلام.
لا تنسوا حواء ولّادة، والمُلك بيد من يقول لكلٍ شئ كُن فيكون.
(قال نائب قائد قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو، إن البرهان مهتم فقط بحماية نفسه، وذلك تعليقاً على الجدار العالي الذي يسور القيادة العامة للجيش في الخرطوم.
وأضاف دقلو الذي كان يتحدث لصحيفة نيويورك تايمز الأميريكية، لقد بنى البرهان الجدار ليحمي نفسه وأنه غير مهتم بما يجرى خارج الجدار، بل لا يهمه إذا كانت البلاد تحترق، وأجرت الصحيفة مقارنات بين الفترة ما قبل بناء الجدار حين احتمى به الثوار من بطش نظام البشير في السادس من أبريل 2019م وبين أن الجدار الآن ينظر اليه على أنه رمز للانقسامات داخل المنظومة الأمنية في السودان، وأشارت نيويورك تايمز الى التغيير الذي حدث لدى قائد قوات الدعم السريع وشقيقه من قائدي قوات سيئة السمعة الى مدافعين عن التحول الديموقراطي وقيام الانتخابات).
نقول للبُرهان، ولكُل طامِع، بأنّ ثوب السلطة، أوهن من أن يُغطي سواءتكم، واضعف من أن يحميكم، من الشعب، وقد تدثّرت به من قبل كًل الأنظمة العسكرية، التي استولت على السلطة بالقوة، مُنذ استقلال بلادنا، من منهم بالله عليكم خرج بطوعِهِ منها، أو خرج مرضياً عنه، لقد طردهم الشعب، الطامح العاشق للحرية، بثوراتٍ عظيمة، نجحت جميعها، في اخراجهم، واسقاط امبراطورياتهم، فلم تحميهم الحشود العسكرية، ولم تمنعهم أسوار القيادة العامة العالية، والتي زادها البرهان عُلوا، ولم تستعصي عليهم بوابات القصر الجمهوري المتينة الحصينة، من الوصول إليهم وطردهم منها، ولكم في من عمّروها وحصنوها من قبلكم عظة، والعاقل من يتعظ من تجارب غيره.
ما أطنّها، ستكون أعلى من أسوار العزيزية في ليبيا، العالية المُحصّنة، والتي (كان) لا يجرؤ أحد من الاقتراب منها، في أيام سلطة القذافي الباطشة، فدخلها ثوار ليبيا، وهرب أمامهم يبحث له عن مأوى، ولم يجد أمامه من ملجأ في أخر الأمر، سوى مواسير المجاري ليختبئ فيها، والخاتمة كانت بئيسة.
صحيفة الجريدة