بقلم : كنده غبوش الإمام
الحمد لله الذي جعل في كل فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون الناس إلى الهدى ويصبرون منهم على الأذى،فما أحسن أثرهم على الناس وما أقبح أثر الناس عليهم..والصلاة والسلام على رسول الله الأمين الذي أنزل الله عليه القرآن في شهر رمضان المبارك هدى للناس،،،،أما بعد : لقد أثنى المولى عز وجل على العلماء ومن إكرام الله لهم هو توحيده وقرن شهادتهم وشهادة الملائكة قال تعالى :(شهد الله إنه لا إله إلا هو والملائكة وألوا العلم قائماً بالقسط)سورة العمران (18) قال الإمام القرطبي رحمه الله- في هذه الآية دليل على فضل العلم وشرف العلماء وفضلهم فأنه لو كان أحداً أشرف من العلماء لقرنهم الله باسمه واسم ملائكته كما قرن العلماء .قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نبيناً مكانه العلماء في الأمة (العلماء ورثة الأنبياء).ومعلوم أنه لا رتبة فوق النبوة ولا شرف فوق تلك الرتبة ،قال ابن رجب يعني أنهم ورثوا ما جاء به الأنبياء من العلم فهم خلفوا الأنبياء في أممهم بالدعوة إلى الله والزود عن دين الله الإسلام . كتبنا هذه المقدمه بهذه الآية الكريمة والحديث الشريف عندما تلقينا دعوةً من مجلس هيئة علماء السودان للمشاركه في إفطار نائب رئيس الهيئة ونائب رئيس الجامعات السودانية ومدير جامعة أم درمان الإسلامية برفيسر/الفاتح الحبر عمر، وذلك بمنطقة الدبيبة شرق النيل تحركنا ببص سياحي من الخرطوم إلى منطقة الدبيبة شرق النيل مروراً بمناطق سوبا شرق وأم ضوابان وصلنا الدبيبة قبل مغيب الشمس بنصف ساعة تم استقبالنا بنشيد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم ( طلع البدر علينا ) في المكان المخصص للإفطار والذي تم إعداده بطريقه هندسية رائعه تسر الناظرين وتم فرش المدخل بالسجاد المخملي ، وأهل الدبيبة وقفوا في طابور طويل وعلى وجوههم نظرة النعيم وكأنهم في استقبال رئيس دولة وسلموا علينا فرداً فرداً وكان البروف الفاتح يقف في نهاية الصف ، واستقبلنا بالبشر والترحاب والإبتسامة لم تفارق شفتيه منذ أن وصلنا إلى أن غادرنا وعندما تناولنا الإفطار من المأكولات الشهية والمشروبات المختلفة بحوش تم إعداده بشكل منتظم بطاولات راقية وكراسي وثيرة وخدمات الضيافة بصورة ممتازة من شباب منطقة الدبيبة وذلك بالكرم السوداني الأصيل وكل شيء كان في متناول أيدينا وغيرنا من الضيوف وكأنهم يشهدون يوم عرفة وفي بداية البرنامج الدعوي وبقلوب خاشعة ومتضرعة إلى المولى عز وجل بأن يغفر لهم ذنوبهم ويتقبل صيامهم وصالح أعمالهم . وشهد الضيوف وحدت قلوبهم في هذا الشهر العظيم كان ذلك يوم السبت العاشر من شهر رمضان المبارك وسط أجواء مفعمة بالأمن حيث تحدث مقدم البرنامج حديثاً طيباً رحب من خلاله بالضيوف الكرام نيابةً عن أهل الدبيبة برئاسة البرفيسر الفاتح الحبر عمر وقدم الأمين العام لهيئة علماء السودان د.سعد محمد سعد تحدث نيابةً عن رئيس وأعضاء الهيئة وأشار في كلمته إلى خيرات شهر رمضان المبارك في حياة المسلمين وأن العلماء ورثة الأنبياء لم يرثوا ديناراً ولا درهماً وإنما ورثوا العلم ثم تحدث نيابةً عن جامعة أم درمان الاسلامية برفيسور محمد زين الهادي الذي هو الآخر أكد أن العلماء أمل الأمة في حياتهم المختلفة ويقدمون المناصحه لأهل الحكم وهم الذين يخشون الله من أجل إقامة دولة راشدة ، واستشهد بذلك بقوله تعالى : (إنما يخشى الله من عباده العلماء )سورة فاطر (28) . وجاءت كلمة الختام للملحق الثقافي بسفارة خادم الخرمين الشريفين بالسودان الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان موضحاً أن المملكة العربية السعودية لا يهمها إلا رفعة الإسلام وخدمة المسلمين وخاصة في شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان . بعد ذلك صلينا صلاة العشاء ثم صلاة التراويح في أجواء إمانية يغمرها الخشوع والسكينة داعين الله أن يمن على أهل السودان والشعوب الإسلامية على مشارق الأرض ومغاربها بالوحدة والسلام ، والمغفرة والرحمة والعتق من النار لكل الحضور الضيوف وأهل منطقة الدبيبة الذي أكرموهم بالاستقبال الحافل والحفاوة المشهودة إقتداءً بالمصطفى صلى الله عليه وسلم ،وإبتهل ضيوف البرفيسور الفاتح بالدعاء لله بأن يسدد خطاه في خدمة الوطن والدين والعباد وهم يغادرون أهل الدبيبة أهل الخير والإحسان الزين كأن لهم القدح المعلى في إنجاح هذا المحفل في استقبال وإكرام الضيوف . وختاماً سلام عضو مجلس السيادة الفريق أول ركن الكباشي الذي وحد أهل ولايه جنوب كردفان بالتعاون مع الرباعية السودانية. عنان ،رشاد،مفضل وبرف عصام الأمين العام للصندوق القومي لرعايه الطلاب وشكرنا موصول للمرحوم الحكيم عبد الله بدر وأسرته الكريمة برعاية إبنه البار . اسماعيل بدر وهو من أهل منطقة ( السنجكاية)بمحليه القوز بولايه جنوب كردفان الذي علمني القرآن الكريم والسنة المحمديه المطهرة قال تعالى : (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله سوءاً فلا مرد له وما لهم من دونه من وال.)
اللهم أني قد بلغت اللهم فأشهد وكفى بالله شهيداً والله من وراء القصد.
صحيفة الانتباهة