من ذاكرة الاحداث: 6 أبريل ..
شرارة انتفاضة ابريل 1985م انطلقت من جامعة أمدرمان الإسلامية يوم 26 مارس 1985م ، بعد أن قرر الرئيس جعفر النميري اعتقال قادة الحركة الإسلامية في 9 مارس 1985م ..
واذكر تفاصيل ذلك اليوم ، حين نظم إتحاد الطلاب لقاءا بالقاعة الكبري ، وكانت الدراسة بمبان الجامعة جوار إستاد الهلال (الطالبات الآن) ، ورئيس الإتحاد حينها ، سلامة محمد احمد من ابناء النيل الأبيض ، وهى دورة فاز فيها التضامن (تحالف حزب الأمة والاتحادى وقوى يسارية)..
انتهى لقاء الاتحاد بخطاب عام ، لم يشبع لهفة الطلاب ، فخرجوا في موكب حتى المحطة الوسطى بامدرمان ، وتوسعت التظاهرات وفوجئت الاجهزة الأمنية وطاردت الطلاب حتى الجامعة ، واتجه جزء من المتظاهرين لمقر جمعية ود نميرى بالسوق الشعبي أمدرمان واحرقوا جزء منها..
واظن تلك الشرارة بداية اقتناع قيادة الحركة الإسلامية البديلة الدخول في مواجهة نظام النميري ، واصدار توجيه لعضويتها النزول للشارع ، فقد تم اعتقال قيادات الصف الأول ، وتولى قيادة الحركة الاستاذ علي عثمان محمد طه ، وكان رائد لمجلس الشعب القومي ..
ولم يصمد نظام مايو كثيرا.. امام التظاهرات الحاشدة والواسعة..
تلك الشواهد تتكرر ، فقد تكاثفت على نظام الحكم حينها الضغوط ، وزار جورج بوش نائب الرئيس الأمريكي البلاد وطلب من النميرى إنهاء المصالحة الوطنية بإعتقال الإسلاميين مع وعد مساعدات اقتصادية ، و معالجة قضية الجنوب المتفجرة حينها.. وهكذا تهاوت مايو ، وسارعت جماعات الإحتواء لتكوين التجمعات لخطف القرار السياسي ، وقد سقط مخططم أمام وعي قادة الجيش حينها (الفريق أول سوار الدهب) ووطنية رئيس الوزراء د.الجزولي دفع الله ..
في صبيحة اليوم الثاني اي 27 مارس 1985م ، كنا أربعة طلاب مطلوبين لاجهزة الأمن ، منهم الاخ محمد حاتم سليمان وقد توفي الي رحمة الله والده في نفس اليوم وغادر إلي كركوج ، وكنت من المطلوبين وسافرت لعزاء الاخ محمد بصحبة الاخ الدكتور حسن محمد صالح واعتقل الاخ عثمان قادم أحمد من أمام بوابة الجامعة..
الثورات ، دائما نتاج تفاعل شعبي ، ووحدهم الإسلاميين الأقرب للوجدان السوداني والاقدر على تحريك الشارع..
كل عام وشعبنا بخير
د.ابراهيم الصديق علي