مثل ما باء مخطط اغلاق شرق السودان في اليوم الاول من ابريل (2023 ) بالفشل الكبير الذي نزل كالصاعقة على رؤوس الفلول وعميلهم المدعو (ترك)، باء مخطط اغلاق ولاية الخرطوم بالفشل أيضا الذي نزل كالصاعقة على رؤوس الفلول وعملائهم بالخرطوم، مما يؤكد انهيار تنظيمات الفلول المختلفة التي فشلت حتى في استقطاب عضويتها ــ لو كان لها عضوية ــ لتنفيذ الاغلاق، ولولا الحركة المسرحية للسلطات بنشر عدد من الآليات العسكرية في شوارع الخرطوم لما أحس سكان الولاية بوجود شئ غير طبيعي حيث ظلت الحركة طبيعية في جميع انحاء الولاية مثل باقي الايام العادية، وهو نفس ما حدث في الشرق قبل بضعة ايام!
* ومما يثبت أن الفلول كانوا على دراية بالفشل المسبق للاغلاق وهشاشة وهلامية تنظيماتهم وعدم قدرتها على تنفيذ المخطط، دعوا للاغلاق باسم بعض قادة الادارة الاهلية المتواطئين معهم والمنتفعين منهم، معتقدين أن ذلك سيؤدي الى مشاركة شعبية واسعة، ولكنهم فوجئوا بالرفض الشعبي المطلق للاغلاق، رغم ما بذلوه من جهد ومال وتنسيق مع بعض الجهات الرسمية وندوات وافطارات جماعية توعدوا فيها خصومهم ووجهوا إليهم أقذع الاساءات والسباب في الشهر الكريم مطالبين الناس بالخروج الى الشوارع للمشاركة في الاغلاق، ولكن باءت جهودهم بالفشل وظلت الاحوال طبيعية في الشرق وولاية الخرطوم، ما عدا ممر صغير في منطقة العقبة بولاية البحر الأحمر اغلقه نفر من المنتفعين المأجورين لبضع ساعات باستخدام السلاح الناري والابيض بدون ان تتصدى لهم السلطات وتمارس فيهم هواية اطلاق الرصاص والغازات الحارقة وسفك الدماء كما تفعل مع المتظاهرين السلميين، وعندما اكتشف المسلحون فشل الاغلاق في كل انحاء الولاية الاخرى وبقية ولايات الشرق فتحوا المعبر وعادوا من حيث اتوا يجرون وراءهم أذيال الخيبة والفشل والخزلان، وهنا لا بد أن نتساءل: من الذي وفر السلاح للمنتفعين المأجورين أذيال المدعو (تِرِك)، وكيف تسمح لهم سلطات الولاية بحمل السلاح وتهديد الناس، ولماذا لم تتصدى لهم وتعتقلهم، أم ان المخطط يشمل إشعال فتنة او حرب أهلية في الشرق تتيح للانقلابيين البقاء على السلطة بدعوى حفظ الامن لذلك لم يحركوا ساكنا ولم يطلقوا قذيفة غاز واحدة؟!
* و كان من المضحك ان تعلن قلة قليلة خارجة تحمل اسم (التحالف الأهلي لاسترداد الحقوق) بولاية نهر النيل ــ تعرف إختصارا ب (تهراقا) ــ عن مخطط شبيه لاغلاق كامل بالولاية عند توقيع الاتفاق السياسي النهائي، متهمين من وصفوهم بالقلة السياسية بالاستعانة بالاجنبي والانفراد بتحديد مصير الوطن دون السعى الى خلق اجماع سياسي، بدون أن يدري أحد من هم هؤلاء الذين يتمسحون في جلباب البطل التاريخي (تهراقا) زورا وخداعا وبهتانا، ويذرفون الدموع على الوطنية ناسين انَّ الذين حرضوهم ويدفعون لهم هم الذي يستعينون باعداء الشعب والوطن ويستقوون بلاجانب للبقاء على السلطة والاستمرار في اهدار خيرات البلاد والارض والكرامة وتعطيل استقرارها ونموها، غير ان هؤلاء (التهارقة) المزعومين لا بد قد عرفوا الآن أن مخططهم سيبوء بالفشل مثلما حدث لمخططات الفلول في الخرطوم والشرق، ويعود الفضل في هذا الفشل الذريع لمن ظن الفلول واذيالهم (عجيب وترك) أنهم أهلهم وأنصارهم، فكانوا هم اول من افشل الاغلاق قبل أن يبدأ باصدار البيانات الرافضة للمشاركة وتحريض الناس على عدم المشاركة، ونذكر هنا شباب الجموعية وشباب عموديات البجا الذين سفهوا واجهضوا دعوات الفلول واذنابهم!
* لو ظن الفلول أنهم سيعودون مرة أخرى الى التلاعب بمصير السودان وشعب السودان ومستقبل السودان والاستمرار في نهب ثرواته وخيراته، فهم واهمون ولن تقوم لهم قائمة جديدة في السودان حتى لو كان عبر الانتخابات التي يطالبون بها معتقدين انهم سيكسبوها ويتلاعبون بها كما فعلوا في السابق!
* كلمة أخيرة اقولها للانقلابيين، لماذا لا يخرجون على الشعب والعالم بكل جرأة وصراحة لاعلان انسحابهم من التفاوض وتمسكهم بالسلطة، بدلا عن الجبن الذي هم فيه والتمسح في الاخرين واللف والدوران والمسرحيات والالاعيب الهزلية التي يمارسونها كل يوم لعرقلة الانتقال المدني الديمقراطي .. على الأقل سيثبتون لنا وسيذكر التاريخ شجاعتهم وصراحتهم مهما كان المصير الذي ينتظرهم!
صحيفة الجريدة