كان يوم أمس أسخن أيام رمضان، ونتمنى أن يكون الأول والأخير، ولهذا عمدت الى بعض الحكايات الخفيفة لتلطيف الأجواء. من هذه الحكايات الخاصة بالحمير أكرم الله القارئين، حكاية حمارين أحدهما أدى دور شرطي المباحث باقتدار بكشفه للقاتل، والآخر كان عكسه حيث كان هو القاتل..وحكاية الحمار الشرطي التي أوردتها بعض الصحف والمواقع، تحكي عن أن حمارا لعب دور قصاص الأثر مما مكن الشرطة من القبض على القاتل، ومؤدى الحكاية أن احد سكان حي الصافية شعر بحركة شخص كان يحاول سرقة المولد الكهربائي، وتحميله على عربة كارو ، إلا أن صاحب أحد المنزل بالحي اطلق الرصاص على اللص واصابه ليتوفى جراء الإصابة. وعلى اثر ذلك اسرع الحمار بالفرار، ولكن الشرطة افلحت في اللحاق به وايداعه الحراسة، وكان الحمار هو الدليل الذي مكن الشرطة من القبض على القاتل..
ومن حكاوي الحمير التي أوردتها الصحف، أن أهالي منطقة الباوقة عثروا على شاب مقتولا بإحدى الجنائن، ومعروف عن الباوقة اشتهارها بالجنائن الغناء، فما بين كل جنينة وجنينة جنينة، فهي (الباوقة اللذيذ تفاحا) كما غنى الرباطابي، (ومن نخيل الباوقة طرحة) كما في أغنية ابن البادية الأثيرة، المهم أن الخبر يمضي فيقول إن الشرطة دونت بلاغ القتل ضد مجهول لعدم عثورها في مسرح الجريمة ولو على خيط يجعلها تشتبه فيمن قد يكون هو القاتل المفترض، إلى أن فاجأ الجميع – شرطة وأهالي – رجل اقتحم مقر الشرطة ممتطيا حماره ويترجل منه ويسلمه للشرطة، متهما حماره بارتكاب الجريمة، ولإثبات تورط حماره في هذه الجريمة البشعة، قدم الرجل من الحجج والأسانيد القوية ما جعل الشرطة تأخذ حديثه على محمل الجد، ولم تعتبره كلام مساطيل أو مخابيل، خاصة بعد أن أكد صاحب الحمار شراسة حماره الذي كاد أن يودي قبل فترة بحياة شخص لولا وجوده لحظتها وصده لحماره، وعلى إثر ذلك تعاملت الشرطة بجدية مع الحكاية وأخضع فريق الأدلة الجنائية فكي الحمار للفحص ليعثروا بين أسنانه وفكه الأسفل على آثار دماء أكدت المعامل الجنائية تطابقها مع آثار الدماء بموقع الجريمة، وعلى ضوء ذلك تم حجز الحمار وإخضاع صاحبه لمزيد من التحقيقات، و تفاصيل حكاية هذا الحمار القاتل، تقول أن رجلا كان يمتطي حماره ليلا وعند مروره بإحدى الجنائن كان يقام بداخلها حفل، ربط الحمار بعيدا ونزل إلى الحفل قضى فيه وقتا، وعند خروجه وجد أن حماره فك الوثاق دون أن يهرب، فامتطاه وعاد إلى منزله ليسمع بعدها بالحادثة الأليمة…
الحكاية الحميرية هذه تذكربحكاية دابة الأعرابي والحكاية تقول، اشترى رجل دابة من دميرة، فوجد بها عيوبا كثيرة، فحضر إلى القاضي يشكو البائع فقال أيها القاضي، إني بحكمك راض، اشتريت من هذا الغريم دابة، ادعى فيها الصحة والسلامة، فوجدت بها عيوبا، أعقبتني ندامة. فقال القاضي ما عيوبها، فقال كلها عيوب وذنوب، وهي أنحس مركوب، إن ركبتها رفست، وإن سقتها رقدت، وإن نزلت عنها شردت، حدباء جرباء، لا تقوم حتى تحمل على الخشب، ولا تنام حتى تكبل بالسلب، إن قربت من الجرار كسرتها، وإن دنت من الصغار رفستهم، وإن دار حولـها أهل الدار كدمتهم. تمشي في سنة أقل من مسافة يوم، الويل لراكبها إن وثب عليه القوم. متى حملتها لا تنهض، تقرض حبلها، وتجفل من ظلها، ولا تعرف منزل أهلها. حرونة ملعونة مجنونة. تقلع الوتد، وتمرض الجسد، وتفتت الكبد، ولا تركن إلى أحد. واقعة الصدر، محلولة الظهر، عمشاء العينين، قصيرة الرجلين، مقلـعة الأضراس، كثيرة النعاس، مشيها قليل، وجسمها نحيل، وراكبها بين الأعزاء ذليل، تجفل من الهواء، وتعثر بالنوى، تحشر صاحبها في كل ضيق، وتنقطع به في الطريق، وتعض ركبة الرفيق، فإن قبلها فأكرم جانبه، ولا تحوجني أن أضاربه، فضحك القاضي وحكم بردها..
صحيفة الجريدة