باب الريان، مابين أبواب وابواب.

المقال الرابع عشر،
من (سلسلة مقالات من وحي رمضان 1444).
قال نبينا صلى الله عليه وسلم: (إِذَا كَانَتْ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، فتّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهنّم، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ).
وأبواب الجنة الثمانية هي “باب الصلاة- باب الصدقة- باب الريان- باب الحج – وهذه الأربعة وردت بالاسم في النصوص-، وباب الجهاد- وباب الرضا والتوبة- باب الوالد- والباب الأيمن – وهذه الأربعة استشفها العلماء من بين النصوص”.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (في الجنة ثمانية أبواب، باب منها يسمى الريان، لا يدخله إلا الصائمون)، وقال: (إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَاباً يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ يُقَالُ أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ، لا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ، فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ).
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري، قوله: إن في الجنة بابا؛ إنما قال في الجنة ولم يقل للجنة ليشعر بأن في الباب المذكور من النعيم والراحة في الجنة فيكون أبلغ في التشوق إليه!.
يااااااه
إن (في الجنة)، وليس (للجنة)!
الفارق كبييير بين التعبيرين…
إذ من عظمة هذا الباب وبهائه تخير له نبينا صلى الله عليه وسلم – وهو الذي أوتي جوامع الكلم وكنه الأحرف ومهاويها- الأحرف والكلمات التي تشي بأن هذا الباب (جزء من الجنة) لا مجرد باب على جدارها!
ومن صفات أبواب الجنة الثمانية وسعتها ما بيَّنه نبينا صلى الله عليه وسلم حيث قال: (والذي نفس محمد بيده إن ما بين المصراعين من مصارع الجنة لكما بين مكة وهَجَر، أو هَجَرَ ومكة)، وفي لفظ: (لكما بين مكة وهجر، أو كما بين مكة وبُصرى)
متفق على صحته.
ومصراعي الباب جانباه.
وبرغم سعة هذه الأبواب فسيأتي عليها يومٌ تزدحم فيه…
ورد عن الشيخ الزنداني أنه قال:
بقياس المسافتين جواً وبخط مستقيم بين مكة وبصرى، وبين مكة وعدد من المناطق في إقليم هجر، تبين أن المسافتين متطابقتان وتساويان مقدارا واحدا هو 1273 كم، وهكذا شهدت الأقمار الصناعية بصدق ما أخبر به نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام عن مقدار عرض باب الجنة!.
جاء في أحاديث نبينا صلى الله عليه وسلم أن من كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، فقال أبو بكر رضي الله عنه: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة، فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟ قال: (نَعَمْ، وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ).
وعن باب الريان فإن المراد بالصائمين هم من أتبعوا صيام الفرض بصيام النوافل، فلنذكر انفسنا ونضمر صيام ست من شوال بعد يوم العيد الأول مباشرة، اذ أن اليوم الأول للعيد يحرم صيامه، وليتنا نستصحب دفع تقوى رمضان، فنحرص على صيام الاثنين والجمعة من كل اسبوع، اضافة للأيام البيض من منتصف كل شهر قمري.
اللهم أعنا على احسان الصيام والقيام في رمضان، وأعنا على صيام النوافل من بعده، واكتبنا ياحنان يامنان من أهل الولوج من باب الريان، انك ياربي ولي ذلك والقادر عليه.
وإلى اللقاء في المقال التالي بحول الله.

عادل غسوم

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version