من الخطأ أن تهاجم الممثل، فهو أداء من أدوات المُخرج، يوظفها وفقاً للدور المرسوم، العقدة كلها في السيناريو والحوار، مثلاً مسلسل دروب العودة انتجه جلال حامد وهو صاحب الفكرة والبطل، وكل شيء، أما مسلسل زاندا قدمته شركة ميديا برنس، ويقف خلفه أحمد الجقر، المتعطش للنجومية، السيناريو لأحمد كرغلي، بينما يقف خلف مسلسل ود المك، مصعب عمر ” زول سغيل”، السيناريو والاخراج لهيثم الأمين، صحيح هنالك فتيات سيئات، وشيوخ فاسدين، ولكن مقابل بنت سيئة واحدة هنالك مئات البنات العفيفات، ومقابل شيخ فاسد، هنالك آلاف من الشيوخ، الكرام البررة، أهل الصلاح، فضلاً على أن القياس لا يتم على الحالات الشاذة، من المهم أن تظهر شركات جديدة في هذا المجال الدرامي، تنافس الشركات القائمة والممولة ممن لديهم دوافع مشبوهة، لأن الطبيعة لا تقبل الفراغ، وحتى لا تسيطر على الساحة، أعمال رخيصة، تفتقر للإبداع، ويتم إخراجها بكرعين الحمير، واختيار ممثلين من قاع الميديا لتكملة فريق العمل، لكن هذا أيضاً لا ينفي وجود السوء والشر في الحياة، بل أحياناً يكسب جولات، وقد تساءل المجذوب من قبل: أيكون الخير في الشر انطوى؟ فضلاً على أن الدراما مرآة الواقع، دعنا نناقش الأمر من زاوية أخرى: هل تظن أن عرضك لحالات سيئة نوع من العلاج؟ أم تريد من الناس أن يتصالحوا معها، ويعتادوا عليها، كما نعتاد على مناظر القتل والنهب والجثث المحروقة في نشرات الأخبار وصفحات الحوادث، فلا تضيرنا بعد ذلك أي بشاعة! نصاب بالبرود، الفكرة أشبه بترويض الرجل الغيور على عرضه، ليكون ديوثاً، ولو بعد حين، عموماً المشكلة ليست هنا فقط، ولا تستطيع أن تتصدى لها بالنقد والهجوم، لتكن هنالك شركات تمول أعمال درامية تعالج قضايا مهمة، وأكثر احترافية، وتزكي الجوانب الخيرة في المجتمع، وتقدم شخصيات ملهمة، الإمام محمد أحمد المهدي، الشيخ فرح ودتكتوك، صديق أحمد حمدون، الشيخ محمد سيد، البروفيسور عبد الله الطيب، الشيخ محمد أحمد أبوعزة، الشيخ عبد الرحيم البرعي، ومئات من الرجال والنساء حياتهم زاخرة وممتلئة بالقصص المدهشة والمآثر العظيمة.
عزمي عبد الرازق