يقول التاريخ بان كافور الاخشيدي حاكم مصر والذي كان (شديد السواد) لم يكن ينام ليلة والا في حضنه امرأة مصرية بيضاء أما اللون الأبيض الذي يعتز به المصريين، الذين يسكنون تخوم البحر الأبيض المتوسط اليوم فهو من بقايا الشراكز والأتراك والفرس والرومان الذين زنو أمهاتهم حتى غيروا الخارطة الجينية هناك حتى يأتي احفادهم ليهتفوا في وجوهنا باستاد القاهرة مع السلامة ياعبيد ياولاد الوسخة..
وعندما خرج المتنبئ من مصر ترك رسالة لحاكمها كافور الاخشيدي:
يقول فيها
أني نزلت بكذابين ضيفهم
عن القرى وعن الترحال محدود
جود الرجال من الأيدي وجودهم في اللسان
فلا كانوا ولا الجود
ما يقبض الموت نفساً من نفوسهم
إلا وفي يده من نتنها عود
من كل رخو وناء البطن منفتق
لا في الرحال ولا النسوان معدود
اكلما اغتال عبد السوء سيده أو خانه
فله في مصر تمهيد
صار الخصي إمام الآبقين بها
فالحر مستعبد والعبد معبود
نامت نوافير مصر عن ثعالبها
فقد بشمن وماتفنى العناقيد
العبد ليس لحر صالح بأخ
لو انه في ثياب الحر مولود
نحن نعتز ببشرتنا السوداء التي احرقتها شمس أفريقيا، ونعيش في أرضنا احرار لم (يغتصب) امهاتنا أحد ونشرب من النيل و(نتغوط فيه) قبل أن نرسله لغيرنا ليشرب منه فمن هو الوسخان أبن الوسخة.
عندما هرب المصريون امام اليهود خلال حرب الايام الستة، فتح السودان ذراعيه (للمنكوس) جمال عبدالناصر، فكانت لاءات الخرطوم الثلاثة لتعيد الدعم العربي لمصر، وفي حرب اكتوبر كانت القوات السودانية في مقدمة القوات على الضفة الاخرى من القناة، وظلت الحكومات المتعاقبة تمنح مصر خيراتنا بلا مقابل، وسكتت على اغراق التاريخ الفرعوني السوداني في وادي حلفا وعلى احتلال مصر لحلايب وشلاتين فكان ردهم ونظرتهم لنا.. يا عبيد يا ولاد الوسخة
.
لقد تعدى الأمر النصر والهزيمة في المجال الرياضي الذي هو اخاء ومحبة الى الاساءة لأمة بأكملها دون يتحرك أحد ليعيد ويحفظ لهذه الأمة كرامتها ولم يتقدم أحد باعتذاره، وكأنهم راضون بما هتفت به الآلاف داخل الاستاد لا الاتحاد الافريقي ولا حتى اتحاد الكرة المصري أو النادي الأهلي ولن نصمت ما لم يتحرك اتحاد الكرة لدينا، وتتوقف الأندية الرياضية عن المشاركات الافريقية حتى يتم إيقاف هذه المهزلة.
ظللنا طوال التاريخ نحاول الحفاظ على العلاقات الازلية التاريخية، التي تربطنا بالشعب المصري وظل الشعب المصري، يرد لنا ذلك بالإساءة والتصغير ويعمل على إشعال الفتن الداخلية، والوقوف خلف الحكومات الدكتاتورية لإذلال الشعب السوداني، ولكن قد طفح الكيل وبلغ السيل الزُبي وعلينا منذ اليوم أن نتعامل الند بالند.. وأن نثبت بأننا لسنا عبيد أولاد وسخة كما تحمله الصورة الذهنية للمصريين عن السودان.
والثورة مستمرة
والقصاص للشهداء أمر حتمي
صحيفة الجريدة