عدم اعتراف حركته بالإصلاح الأمني … ماهي مخاوف مناوي؟
جدَّدتْ حركة تحرير السودان (قيادة مناوي) رفضها للإتفاق النهائي لورشة الإصلاح الأمني والعسكري، والتي انقضت اعمالها الخميس الماضي في قاعة الصداقة، حيث أعلنت حركة مناوي عن خيارات لمواجهة الاتفاق. وقال أمين الإدارة والتنظيم بالحركة أحمد عبدالرحمن جدة، إنهم غير معنيين بالورشة ولن يعترفوا بنتائجها، مشيراً إلى غياب الجهات التي تملك قوات على الأرض.
مخاوف الحركات
وبحسب اعتقاد البعض أن عدم اعتراف حركة تحريرالسودان لورشة الإصلاح الأمني والعسكري يشير إلى حالات الرفض المبطنة لبعض حركات الكفاح المسلح، للإصلاح الأمني والعسكري والتي قد تعود لتخوفات الحركات من هيكلة أو دمج قواتها في الجيش الوطني، مما قد يؤثر عليها ويضعفها لأنها تعتمد على السلاح من أجل تحقيق أهدافها ومصالحها .
وفي ذات الاتجاه فسر مراقبون أسباب رفض الحركات للإصلاح برغبتهم وحبهم للمناصب أسوة بالحرية والتغيير (المجلس المركزي)، وإصرار قادة الحركات على مشاطرتها المناصب في حال تم الاتفاق النهائي والتوُقيع على تشكيل حكومة انتقالية جديدة يفرزها الاتفاق السياسي المرتقب. وعلى ضوء ذلك يبرز السؤال حول مواقف حركة مناوي والتي يمكن أن تتغير من العملية السياسية، في حال أن تم وعدها بمناصب خارج نطاق منظومة الإصلاح الأمني.
مواجهة الاتفاق
وفيما يتعلق بأسباب رفض الحركة للإصلاح العسكري أكد أمين الإدارة والتنظيم بحركة تحرير السودان أحمد عبدالرحمن جدة، في تصريحات صحفية أن كل الخيارات مفتوحة لمواجهة الاتفاق السياسي، وتتمثل في الوسائل السياسية والجماهيرية، وتوعد بإسقاط الاتفاقية في مهدها، ووصف أن العملية الجارية حالياً بأنها أحادية وتمثل اختطافاً للقرار السياسي، وذلك لتحقيق مصالح جهات معينة وأفراد، ودعا لإشراك الجميع مراعاة للتباينات في السودان غير أن مراقبين أبدوا تخوفاتهم من التهديد الذي أطلقه جدة بأن كل الخيارات مطروحة، ما يعني أن الحركة يمكن أن تعود لحمل السلاح مجدداً في مواجهة الحكومة المرتقبة.
صراع السلطة …
لكن متابعين للأوضاع على الأرض خاصة في دارفور استبعدوا تلك الفرضيات التي تقضي بالعودة لمربع الحرب، ويقول رئيس مجلس هيئة أمناء دارفور الصادق علي حسن إن مايحدث هو صراع على السلطة لا أكثر ولا أقل، مشيراً إلى أن دخول الإطاري مرحلة التنفيذ يعني تلقائياً فقدان مناوي وزملائه لمواقعهم التي حصلوا عليها بموجب اتفاق سلام جوبا، وأضاف الصادق في حديث لـ(الحراك) أن تصريحات قادة الأحزاب والقوى السياسية الموقعة على الاتفاق الإطاري حول التزامهم بالأنصبة الواردة في اتفاق سلام جوبا للمناطق مثل دارفور تشير لكل ذلك، وأوضح أن هذه الأنصبة ليست باسم شخص محدد مما يكشف أن من هم خلف اتفاق جوبا قد حزموا أمرهم بشأن الاتفاق الإطاري، ومنح ما يوافقونهم من أبناء المناطق وليس بالضرورة من يشغلونها حالياً. وفيما يتعلق بالخيارات التي يتحدث عنها مناوي أشار الصادق أنه أدرى بها، وقال لكن الدولة الآن توافرت حولها كل أسباب الفوضى والتشظي وتابع “ما فيها يكفيها” .
لعبة الفلول ..
ومن جانبه يرى الأكاديمي والمحلل والسياسي د. صلاح الدومة أن مجموعة مناوي لا تمثل نفسها وهي مأمورة ودمية ولعبة في المؤتمر الوطني والفلول، مبيناً أن حركة مناوي أضحت مخلب قط وخميرة عننكة وقد أنجزت المهمة على أكمل وجه حسب وصف الدومة، وأرجع أسباب رفضهم للإطاري والهيكلة من أجل المناصب وليس الرفض لأسباب فكرية أو آيديولوجية مثلما قال فولكر عنهم .
رفض الإطاري …
وفي السياق نفسه يعتقد الأكاديمي والمحلل السياسي مصعب محمد علي أن أسباب رفض حركة تحرير السودان للاتفاق الإطاري، يعود لأنهم لم يكونوا من البداية جزءاً من الاتفاق وبالتالي فإن رفضهم لورشة الإصلاح الأمني والعسكري يعود لذلك، فهم لم يشاركوا في ورشة من الورش الخمس التي عقدت، وأضاف مصعب أيضاً يمكن القول إن ذلك يقرأ في سياق رفض الكتلة الديمقراطية للاتفاق الإطاري، وعدم توقيعها عليه، ولذلك توقع أن تعارض الكتلة الاتفاق الإطاري والحكومة التي تتكون بموجبه، ما لم تحدث متغيرات قبل توقيع الاتفاق النهائي والدستور الانتقالي .
الخرطوم – مريم حسن
صحيفة الحراك السياسي