بقلم: منصور السندي
اطلعت عن تقرير علمي مفصل بعنوان” التدخل العاجل لحل مشكلة العطش في قرى” مثلث العطش” بمحلية تندلتي، صادر عن هيئة مياه الشرب بولاية النيل الأبيض بشأن أسباب مشكلة مياه الشرب في قرى ريفي شمال تندلتي بولاية النيل الأبيض الذي تحدثنا أكثر من مرة في هذه المساحة من صحيفة ” الانتباهة “الغراء.
وتحدث التقرير عن المجهودات التي قامت بها الهيئة في الفترة السابقة لحل مشكلة العطش في 12 قرية هي قرية مالك أو” المشقة “وحلة الشوك والتليبات وفريق أولاد حمد الله والشقيلة وتكال أولاد كاجا وكرانك عيال الزين وأم دقاقة وربيعي والمنتزهة وبانت والسراحنة.
وتطرق التقرير إلى انه بالنسبة لقرية الشوك فقد تم حفر بئر مياه جوفية بين عامي 83-84 وعملت لنحو 10 سنوات لكن المياه لم تكن صالح وتم إلغاؤها وتم كذلك حفر بئر في قرية التليبات في عام 2003 لكن النتيجة كانت بعد تكرار المحاولات عدة مرات أن المياه قليلة وغير صالحة للشرب ليتم إلغاؤها وكذلك الحال أيضا في مجمع المنتزهة و قرية ربيعي في 2016 لكن النتيجة كانت أن المياه شبه جافة وتم أيضا حفر بئر في العام 2014 في قرية أولاد حمد الله وكانت النتيجة أيضا أن المياه قليلة وغير صالحة وتم كذلك وفقا للتقرير منذ الاستقلال حتى العام 2013 حفر نحو 6 أبار في قرية أم تابة وبعد جهد جبار استطاعت الهيئة حفر بئر على بعد نحو 5 كيلو مترات من الاتجاه الجنوبي الغربي من القرية وهى الآن تعمل بصورة جيدة ” أنتهى حديث هيئة مياه الشرب” لكنني أضيف إليه إنه للأسف فإن مياه بئر قرية أم تابة التي تعمل حاليا مالحة ولا تصلح للشرب .
وتضمن التقرير حقائق علمية وتوصل في ذات الوقت إلى نتيجة صادمة جدا لسكان تلك القرى لكنها الحقيقة المرة مفادها أن المصدر الجوفي للمياه في تلك المناطق لا يمكن استغلاله بالاعتماد عليه في حل مشكلة المياه سواء بسبب قلة المياه أو عدم وجودها أو عدم صلاحيتها للشرب.
وتبين من خلال التقرير المحاولات المتكررة التي قامت بها هيئة مياه الشرب بالولاية في حل المشكلة من خلال حفر أبار جوفية لمياه الشرب لكن الأمر بدأ من الناحية العلمية مستحيلا لكن رغم ذلك يحدونا الأمل في أن تتكرر المحاولات مرة أخرى في أماكن أخرى في بعض هذه القرى.
وحدد التقرير بوضوح وبشكل علمي مفصل الحلول لمشكلة المياه في هذه المناطق بعد استحالة الاعتماد على المصدر السطحي للمياه في حل المشكلة وهى ضرورة الاعتماد على الخيران والحفائر في مد هذه القرى بمياه الشرب ومن بين الحلول المقترحة، الاعتماد على خور أبوحبل ومياه بعض الخيران لعمل حصاد مياه وتطوير بعض السدود مثل ” السراحنة ووفرة”.
وكشف التقرير عن أنه كانت هناك بعض المشاريع المقترحة سابقا مع وحدة تنفيذ السدود لإنشاء سد مقترح في منطقة “كديفة” بالقرب من قرية أم تابة الواقعة شمال تندلتي بحيث يتم معالجة المياه لكي يتم توصيلها إلى قريتي التليبات والشوك ومقترح آخر بعمل سد في منطقة” وفرة” وبعد معالجة المياه يتم نقلها وتوصيلها إلى قرى أم دقاقة وأولاد حمد الله وربيعي والمنتزهة.
وتضمن المقترح السابق الذي لم ينفذ حتى الآن، عمل بعض الحفائر الكبيرة على ضفاف خور أبو حبل وعلى مياه الأمطار في بعض القرى مثل حلة مالك والسراحنة وتضمن المقترح كذلك تطوير بعض السدود وتزويدها بطلمبات تعمل بالطاقة الشمسية بحيث تصبح محطات مياه مصغرة .
و من جانبي فإنني أضيف مقترحا آخر إلى جانب المقترحات التي وضعتها هيئة مياه الشرب بالولاية أرجو أن يجد الاهتمام والتنفيذ العاجل من الهيئة ومديرها العام المهندس رحمة الإمام حماد وهى العمل كذلك على توسعة وتطوير حفير” نحل” الواقع بين قريتي الشقيلة وتكال أولاد كاجا بحيث يقوم بتوفير مياه للشرب على مدار العام لهذه القرى إلى جانب قرية مالك.
ويعد المقترح الصادر من هيئة مياه الشرب بالولاية المتعلق بإيجاد بدائل لحفر أبار جوفية من خلال إقامة بعض السدود والحفائر مهما في هذا التوقيت لكونه يساهم في حل مشكلة المياه لكنه ينتظر التنفيذ الفوري من الهيئة بالتنسيق مع وحدة تنفيذ السدود كون أن الهيئة تضم كفاءات مميزة وبإمكانها إن وجدت الدعم اللازم من حكومة الولاية، إنجاز هذا العمل خلال وقت وحيز.
وهذه رسالة نبعث بها مجددا إلى حكومة ولاية النيل الأبيض ومحلية تندلتي بأن تفي بوعودها لسكان تلك القرى في تنفيذ هذه المشاريع وهذه المقترحات حتى تصبح واقعا فقد طال انتظار سكان هذه المناطق لكي يجدوا الإنصاف من حكومة الولاية بعيدا عن أي وعود دون تنفيذ على أرض الواقع فقد شبعوا من الوعود، نريد أن نرى الآليات الهندسية والحفارات والمسؤولون بوحدة السدود وهم يتحركون إلى تلك القرى لبدء العمل والتنفيذ.
صحيفة الانتباهة