تشكيل الحكومة أبريل المقبل، الفرصة الأخيرة لاخراج الوطن من عنق الزجاجة

بقلم: السفير الصادق المقلي

الجدول الزمني الذي حدده الموقعون على الاتفاق الإطاري، لا شك أن له رمزية تنم عن اختيار دقيق لهذه المصفوفة٠٠فالأول من أبريل يؤكد الالتزام بالمهلة الزمنية التي دفع بها شركاء التنمية لاستعادة مسار العلاقات مع السودان و فك تعليق إعفاء الديون في إطار مبادرة الهيبيك،فضلا عن عودة السودان إلى المنظومة الأفريقية، و هي المهلة المحددة بالحادي والثلاثين من مارس الجاري ٠٠٠و جاء هذا الجدول الزمني معبرا عن الالتزام بهذه المهلة الزمنية و السادس من أبريل يتزامن مع انتفاضة أبريل من جهة، و مع اعتصام الثوار أمام القيادة العامة من جهة أخرى ٠٠الحادي عشر من أبريل يصادف ذكرى سقوط نظام الإنقاذ ٠٠٠ هذا التطور المفصلي في مسار العملية السياسية تأتي بعد مخاض عسير و ماراثون تفاهمات بين المكونين العسكري و المدني ٠٠٠و ينم عن إرادة سياسية من الطرفين،، استشعارا منهم بالمخاطر التي تحدق بالبلاد و انزلاقها نحو المجهول، في ظل هذا الاحتقان السياسي والانهيار الاقتصادي و الأمني و المجتمعي و غياب السودان تماما من المنظومة الدولية ٠ ٠٠٠٠ نعم الطريق ليس مفروشا بالورود و إنما بالشوك و العراقيل و تحديات تتمثل في مواجهة المتربصين بهذا العملية السياسية يسعون لافشالها٠٠و على الثورية أن تضع هذه التحديات نصب أعينها ،،، المعارضة و التعبير السلمي حق مشروع و ينتهي هامش الحرية عندما يبدأ مهدد الأمن القومي و المهدد الاقتصادي٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠ ٠و لذلك يجب على الموقعين على الاتفاق الإطاري الاسراع بتشكيل هذه الحكومة خلال شهر أبريل المقبل،،،، و إلا سوف يتم الغاء تدفق العون الدولي و مسار إعفاء الديون المعلقة حالياً بصورة نهائية،، و يعود السودان مرة أخرى الي مربع العزلة الدولية و الإقليمية، و من بعد ذلك يحدث ما لا تحمد عقباه٠٠خاصة الانفلات الامني و الإحتراب القبلي و تعذر تنفيذ اتفاقية جوبا، و من ثم استهداف المدنيين و تعذر حمايتهم من قبل الدولة ٠٠٠الامر الذي ربما يجعل الباب مواربا للتدخل الأجنبي، ان لم يكن تحت الفصل السابع، في حالة فيتو روسي او صيني كما يتخيل أو يستقوي البعض، سيكون من خلال إعمال المعسكر الغربي و حلفائه الإقليميين لمبدأ مسؤولية الحماية the responsibilty to protect الذي سبق و ان تم استخدامه من قبل هذا التحالف الدولي الإقليمي في العراق و ليبيا و اليمن و كوسوفو و حاليا تدخل غربي في الأزمة الروسية الأوكرانية من دون قرار مَن مجلس الأمن بسبب الفيتو الروسي ٠٠٠فضلا عن لحاق كل القوى السياسية و المدنية بالحراك الثوري في الشارع و ما يتمخص عنه مزيد من إغلاق و تعطيل الحياة و مزيد من الصدام بين المحتجين و القوات الأمنية ٠٠٠و تفاقم مصاعب الحياة و ضنك العيش و شلل تام في كافة الخدمات و الأنشطة التجارية، و الحشد و الحشد المضاد، كما يتوعد البعض ٠٠٠و انزلاق البلاد نحو المجهول و الدولة ألفاشلة بإمتياز ٠٠ و لعل أمام الحكومة الجديدة ثلاث أولويات ٠٠٠معاش الناس و الذي بالضرورة سوف يتحسن اثر تدفق العون التنموي و الاقتصادي و الانساني٠٠ (( برنامج ثمرات، شحنات القمح الأمريكي و ٧٠٠ مليون دولار عون امريكي معلق ، و منح الدول الأوربية لدعم قطاع الطاقة خاصة الطاقة الشمسية و تاهيل محطة قري من العون الالماني الذي عرقله انقلاب ٢٥ اكتوبر ٠٠و كذلك استئناف مسار إعفاء الديون التي هي من اكبر معوقات التنمية المستدامة، وقدوعدت فرنسا قبل الإنقلاب بإعفاء ٥ مليار دولار،،، ، و كذا تدفق المساعدات المليارية في مجال التنمية َ و التي كانت في طريقها إلى السودان قبل انقلاب ٢٥ اكتوبر ٠٠٠و الاولوية الثانيه استكمال مؤسسات الدولة خاصة تلك التي تتعلق باجراء الانتخابات و صناعة الدستور لتحديد نظام الحكم الذى بموجبه تجري الانتخابات، و الهدف الثالث انفاذ ملفي الترتيبات الأمنية لحماية المدنيين في بؤر النزاع و إعادة النازحين و اللاجئين و بعون دولي الي حواكيرهم و ديارهم و انشاء مشاريع Quick Impact Projects و خدمات اسعافية في مناطقهم ريثما يطيب لهم المقام في ديارهم التي اخرجوا منها قسرا بسبب الحرب الأهلية ٠٠و تمكينهم من المشاركة في الانتخابات ٠٠

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version