(الكهرباء، غازالطهي، مياه الشرب) ثلاثي الازمات المتجددة يُقلق المواطن

* العاصمة تخلو من المارة والهدوء يخيم على الشوارع الرئيسة

* محال تجارية بقلب الخرطوم تغلق ابوابها فترتي الصباح والظهيرة

* استقرار غير مسبوق في سوق الخضر والفاكهة وركود في سوق السيارات

الخرطوم التي ظلت تستقبل اسواقها المركزية كثير من البضائع الواردة من اصقاع الولايات، ظلت اسواقها في حالة تكدس تام بالبضائع والسلع الرمضانية، غير أن العاصمة نفسها مع غرة رمضان اغلقت أغلب محالها التجارية طيلة فترتي الصباح والظهيرة، العاصمة التي ظلت شوارعها في حراك ثوري مستمر، عاد الهدوء للشوارع وأصبح من الصعوبة بمكان أن يتسابق المواطنون على حافلات المواصلات، أو أن تشهد بعض المناطق الجماهيرية تكدسا كما في السابق، لليوم الثاني تواليا، تخلو شوارع الخرطوم من المارة وكذلك ما تزال كثير من المحال التجارية تغلق أبوابها امام زبائنها …!

&&& ركود في سوق السيارات بالدلالة
شهدت أسعار السيارات تراجعا كبيرا ما أدى الى لجوء اعداد كبيرة من أصحابها الى التخلص منها أو ركنها داخل المنازل، وأرجع عدد كبير منهم الخطوة الى إرتفاع أسعار الوقود بجانب إرتفاع تكاليف التشغيل، وللوقوف على تداعيات حالة الركود التي ضربت سوق السيارات أجرت (الجريدة) استطلاع واسعا بدلالة السيارات بالخرطوم جنوب، ورغم تباين الأراء حول تراجع القوة الشرائية إلا أن هنالك شبه إجماع من قبل التجار بأن سوق السيارات أصبح طاردا، جراء أرتفاع اسعار الوقود وأن عدد من أصحاب المحال هجروا المهنة لجهة أن سياسات وزارة المالية الخاصة بزيادة رسوم الضرائب والجمارك دفعت شركات ومستثمرين الى ترك المهنة والبحث عن استثمارات بديلة .

&&& ثالوث الأزمات المتجددة
ازمة الغاز تتجدد
اشتكى مواطنون بشرق النيل من عدم توفر غاز الطبخ وإنقطاعه عن المنطقة لفترة امتدت زهاء الشهر، كما اشتكى سكان أحياء عد بابكر وحطاب ودردوق والوادي الأخضر من عدم توفر الخدمة داخل الاحياء لفترة طويلة، ما انعش حركة السوق الاسوق لدى بعض الوكلاء الذين اصبحوا يتعاملون مع السلعة عبر الهواتف، بعيدا عن المراكز التي أصبحت خاوية على عروشها، وفقا للمواطنين أن سعر تعبئة أسطوانة الغاز تجاوز الأربعة ألف جنيها، وأستنكر المواطنون مسألة توزيع الغاز داخل المنطقة بالسوق الأسود، ونوه عدد من المواطنين الى ضرورة أن تشدد ادارة البترول على توصيل كل الطلبات للمواطنين دون تدخل وسطاء أو سماسرة السوق في السلعة خاصة خلال فترة شهر رمضان.

&&& أزمة مياه الشرب
مع بداية غرة رمضان تمددت ازمة مياه الشرب وطالت عدد من الاحياء السكنية بالخرطوم وشملت احياء الصحافة وجبرة وبعض الاحياء بجنوب الحزام بمناطق الأزهري ومايو، واعتبر المواطن طلعت مبروك أن هنالك قصد من قبل هيئة المياه أو أن الهيئة تريد أن ترسل اشارات لبعض الجهات من خلال قطعها للامداد المائي في فترة الشهر الفضل، وقال طلعت تم استبدال الخط القديم بخط جديد إلا أن كل المساعي لم تكلل بالنجاح ما يعزز فرضية المؤامرة التي تحاك ضد المواطن من قبل فلول النظام البائد، الذين قال أنهم مازالوا قابضين على الهيئة، وشدد طلعت على ضرورة العمل بنظام العدادات القديم لقياس مياه الشرب بدلا عن عدادات الدفع المقدم وقال طلعت، لا يعقل أن تأخذ الدولة نصيبها من التحصيل دون أن يكون هنالك مقابل لذك لجهة أن الأمداد المائي ظلت في حالة انقطاع مستمر طيلة الفترة الماضية .

&&& قطع الامداد الكهربائي
رغم التصريحات والتطمينات التي اعلنت عنها ادارة الكهرباء باستقرار الامداد الكهربائي خلال فترة الشهر الكريم إلا أن بعض الاحياء ظلت تعاني من انقطاع التيار الكهربائي ما تسبب في خسائر فادحة في ممتلكات المواطنين خاصة اصحاب البقالات والمحال التجارية، التي ظلت تعول على الكهرباء في الاحتفاظ بكثير من البضائع داخل الثلاجات خلال فترة رمضان وقال أسامة صاحب بقالة أن قطوعات الكهرباء في رمضان تظل الاكثر تكلفة لجهة أن كثير من المعلبات واللحوم الحمراء تتم تعبئتها قبل قدوم رمضان بيوم أو يومين، وأن قطع الكهرباء في هذا التوقيت يتسبب في تلف كثير من اللحوم والسلع لذلك نطالب الدولة بضرورة تحسين الامداد الكهربائي خلال الشهر الفضيل .

&&& هدوء في شوارع الخرطوم
لليوم الثاني على التوالي تكاد شوارع الخرطوم تخلو من المارة، حيث رصدت (الجريدة) اغلاق تام للمحال التجارية طيلة الفترة النهارية كما خلت مواقف المواصلات من المواطنين، وتسيد الهدوء كل طرقات وبراحات قلب الخرطوم، وبالمقابل وعقب افطار رمضان بدأت بعض مناطق السوق العربي تدب فيها الحيوية خاصة بعض التجمعات الجماهيرية كالمستشفيات واسواق جاكسون، وغيرها من المناطق التي ظلت تشهد تدفق عدد من المواطنين من أجل الحصول على وجبة الافطار الرمضاني الذي من الصعوبة بمكان الحصول عليه خلال الايام الاوائل من الشهر الكريم وذلك نتيجة لحالة الاغلاق التام التي لجأ اليها أغلب اصحاب المحال التجارية بوسط الخرطوم .

&&& استقرار في اسعار الخضروات والفاكهة
ظلت أسواق الخضروالفاكهة تشهد استقرارا ملحوظا في الاسعار لفترة تجاوزت الثلاثة اشهر، حيث ظلت اسعار الخضرورات في تراجع مستمر حيث تراجعت اسعار الخضروات خلال الاشهر الماضية الى الضعف حيث استقر سعر كيلو الطماطم في مبلغ 200 جنيها واستقر سعر كيلو البطاطس بـ 200 جنيها وكذلك تراجعت أسعار الفاكهة بشكل غير مسبوق، وأرجع عدد من التجار استقرار وتراجع أسعار الخضر والفاكهة الى حالة الركود التي خيمت على المشهد الاقتصادي طيلة الفترة الماضية.

&&& العودة لنظام عدادات المياه
اعتبر ياسر ميرغني، الأمين العام للجمعية، أنه “من غير المعقول أن تُقدَّر فاتورة المياه بشكل جزافي من دون حساب حقيقي للاستهلاك، بحيث لا تفرّق بين المستهلك الذي يقيم في شقة صغيرة وآخر بمنزل به حدائق وحوض سباحة، فيدفعان نفس قيمة الاستهلاك الشهري للمياه، الأمر الذي يفتقر إلى أي من معايير العدالة، وشدد ميرغني على “ضرورة العودة إلى نظام العداد القديم الذي يقوم بحساب الاستهلاك والتكلفة الحقيقية للمياه وفق الكمية المستخدمة بحيث تتحقق العدالة المطلوبة”، مشيراً إلى أن “المواطنين عانوا أشد المعاناة من انقطاع المياه خلال شهر رمضان الكريم في وقت بات شراء المياه يشكل عبئاً إضافياً مرهقاً على المستهلكين.

الخرطوم ـ عبدالرحمن حنين
صحيفة الجريدة

Exit mobile version