تتجدد هذه الأيام ذات المشاهد والتصريحات التي مهدت لانقلاب 25 أكتوبر، من ذات المجموعة بالتنسيق مع (نفس الزول)، وهذا ليس تحليل وتفسير مني بل هي معلومات مبذولة ومكشوفة ومصرح بها علنا، حيث تصاعدت تكتيكات وحيل تخريب العملية السياسية التي دخلت مراحل حاسمة ونهائية تحددت مواقيت التوقيع النهائي وتشكيل الحكومة المدنية، المفضية لانهاء أزمة الانقلاب المتطاولة التي وضعت البلاد على حافة الانهيار التام، اذ تبادل أدوار تخريب العملية السياسية وافشالها حتى لا تبلغ منتهاها، كل من قيادات المكون العسكري وقيادات الكتلة الديمقراطية، وباعادة انتاج نفس السيناريو السابق وقع الحافر على الحافر، ربما بجديد وحيد لو كان هناك اعتصام، وهو ان تكون فاكهة البطيخ لظروف رمضان هي فاكهة الاعتصام الجديد بدلا عن الموز، فالبرهان عاد كالعرجون القديم ونكص على عقبيه ولحس كل تعهداته وامضاء تهكما اعتاد، ونشط في اطلاق التصريحات بل الأحرى الشنشنات التي تقلل من شأن العملية السياسية ويلمح الى فشلها وسقوطها، ودأب على تكرار ذات أقواله السابقة التي مهد بها لانقلابه المشؤوم، وكذا فعلت قيادات الكتلة الديمقراطية باعادة ذات الموال والكليشية الممجوج، الذي توجته باعتصام القصر والهتاف الشهير (الليلة ما بنرجع الا البيان يطلع)، وبالفعل طلع البيان ووقع الانقلاب حسبما هو متفق عليه بين الطرفين، وكما قلت ليست هذه قراءة مني بل هي حيثيات ومعلومات متاحة وموثقة تجدون بعضها أدناه..
البرهان يطالب بإشراك الجميع في العملية السياسية ويحذر من انهيار عملية الانتقال.. رئيس مجلس السيادة، قائد الجيش، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان يتهم القوى السياسية، بتدبير الانقلابات العسكرية في السودان، وقال البرهان في خطاب جماهيري، بمنطقة أم سيالة، بشمال كردفان: (الجيش ما بيعمل انقلابات، الانقلابات بيعملوه السياسيين باستصحاب الجميع في العملية السياسية الهادفة لنزع فتيل الأزمة المستمرة لقرابة عام ونصف، وقال: (ما دايرين انتقال فيه تنازع، فيه تشظي، فيه تشرذم، ويقسم البرهان ويقول والله هذا المسار إذا لم يستصحب القوى الرئيسة، وكل السودانيين سيتعثر قريبا ولن يستطيع أن يمضي، وتابع (هذه العملية السياسية إذا مشت مبتورة وعرجاء ستتعثر وتسقط ولن تمضي إلى الأمام ونبه إلى أن الكرة حاليا في ملعب السياسيين، للعمل على استقرار البلاد..والبرهان قال كل ذلك دون ان يطرف له جفن وهو الموقع على الوثيقة التي تحوي أطراف العملية السياسية..
وبالتناغم مع البرهان تبارت قيادات الكتلة الديمقراطية وتواترت أقوالهم بلا استثناء تنسج على هدى البرهان وتردد ما قال..فأردول يطالب بإدخال (١٦) تنظيم من الكتلة الديموقراطية في العملية السياسية، والكتلة الديمقراطية مجتمعة ترفض خروج العسكر من السلطة وتصر على استمرار الشراكة والوثيقة الدستورية السابقة، ومناوي مضى أبعد من ذلك وقرر تكوين غرفة للتعبئة والخروج لرفض الاتفاق النهائي وإعلان الحكومة، والناظر ترك بالطبع على أهبة الاستعداد لإغلاق الموانئ وقطع الطريق الرابط بين الميناء وبقية أنحاء السودان..وجبريل (شرحه يقصر الملح)..والفريق ياسر العطا يغازل الاسلامويون ويتودد اليهم..والكباشي وود جابر (لابدين لدفن الليل أب كراعا برة)..والمؤكد ان البرهان جاهز بلبس خمسة.. وهكذا يمضي المخطط الذي يحوي تفاصيل وخطط أخرى لاسقاط واجهاض العملية السياسية..ولكن الأكثر تأكيدا ان هؤلاء الجماعة مثل آل البوربون، فاذا كان آل البوربون لم ينسوا شيئا ولم يتعلموا شيئا، فهم أيضا لم ينسوا انقلابهم ولم يتعلموا منه شيئا..
صحيفة الجريدة