يأتي شهر رمضان الكريم هذا العام والبلاد فقدت نفر كريم من أبناءها الشباب/ت بل من هم في غض سنيهم الأولى (يافعين) لم يبلغوا الحلم حصدتهم الآلة العسكرية الباطشة لسلطات الانقلاب والتي تستخدم أسلحة فتاكة في مواجهة صدور عارية لشباب يحلمون بنهضة وطنهم وحكم مدني كامل الدسم ومحاسبة كل المجرمين الذي سفكوا دماء الشعب السوداني في الأشهر الحرم ومن ولغوا في الفساد وأهدروا أموال البلاد وأوردوها مورد الهلاك.
يأتي رمضان هذا العام وكثير من الأرواح حصدتها نيران الفتنة القبلية بولايات النيل الأزرق وجنوب كردفان وغرب كردفان وفي شمال دارفور وجنوب دارفور وغرب دارفور وفي كثير من الضواحي والفرقان بسبب النزاعات القبلية التي تطاول أمدها نتيجة عدم الاستقرار السياسي وتقاطعات الاجندة.
يأتي رمضان هذا العام والأمراض الوبائية تحيط بالشعب السوداني ووصلت حمى الضنك التي فتكت بأهل شمال كردفان وشمال دارفور إلى القضارف والآن إستقر بها المقام في الخرطوم وعادت أنثى الأنوفليس لتنشر الملاريا بين كل أفراد الشعب السوداني في وقت شهد انعدام أدوية السرطان وغسيل الكلى المجانية كما أضحت معظم أدوية الأمراض المزمنة في حالة من الندرة.
يأتي رمضان هذا العام والعام الدراسي في كف (عفريت) لبطء استجابة الحكومة لمطلوبات المعلمين بتحسين ميزانية التعليم في الموازنة وتحسين أجورهم وصرف البدلات ، في حين أن المدارس الخاصة تعمل ويدرس فيها أبناء الموظفين الكبار في الدولة ونهازي الفرص في انعدام للعدالة وتمييز لم يعرفه السودان من أن أصبح دولة بحدوده المعروفة.
يأتي رمضان هذا العام والفلول يسقطون في الفتنة ففي كل يوم يحرضون الجيش على الدعم السريع أو العكس لا يهمهم ماذا سيحدث وهل سيكون هناك سودان أم لا؟ فقط يحلمون بالعودة الى الحكم عن طريق (شيطنة) البعض في مظنة منهم أن هذا هو الطريق الأسهل سلاسة لعودتهم للحكم من جديد.
يأتي رمضان هذا وتكاد قوى الحرية والتغيير تظفر بنجاح العملية السياسية التي أكدت أنها من أجل إنهاء الانقلاب ، ولكن تجد كثير من العراقيل والعثرات أمام مسعاها ، فالفلول ليسوا وحدهم من يفرشون الأشواك في طريق الحل السياسي خوفاً من محاسبتهم على جرائمهم ولكن تقف معهم أيضاً الكتلة الديمقراطية التي تعمل على اغراق الاتفاقية بمن يوالون الفلول ، أما الجيش فبالرغم من توقيعه على الاتفاق الاطاري تجده قادته متأرجحون في مواقفهم ويعتقدون أن قتل الوقت يعطيهم فرصة لموارة فشل انقلابهم الذي ما عادت هناك فرصة ولا أمل لنجاحه.
يأتي رمضان هذا العام وأماني النفس هي حياتها وحتماً سيطير الطائر فوق البسيطة ويغرد ..سيعود الحكم المدني للسودان ودماء الشهداء لن تضيع هدراً ومن يزكون نار الفتنة سيخسئون وستطاردهم اللعنات …رمضان كريم وتصوموا وتفطروا على خير.
صحيفة الجريدة