الله لا كسّب الإنقاذ ..لعنة الله عليها (في كل لمحة ونفَس وعدد..وما وسعه علم الله)..اللهم ألعنهم كما لعنت أصحاب السَبت..اللهم اجعلهم قردة خاسئين..عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين…!
كثيرون من الزملاء والكتاب والمتابعين والنشطاء كتبوا وتحدثوا ورسموا وصوّروا تلك الظاهرة العجيبة التي تجسّدت في انعقاد مؤتمر رسمي (لتجار ومزارعي ومنتجي ومروّجي وموزعي البنقو)..!
في أول الأمر لم افهم شيئاً وظننت الأمر )دراما فكاهية( وخيال إبداعي ساخر..ثم بدأت بعض الخيوط تتضّح بأن هذا المؤتمر قد انعقد فعلاً وبجدية كاملة في قرية بمحلية الفردوس- شرق دارفور وكان للمؤتمر حضوره ومداولاته وتوصياته..!
هل هذا معقول..؟ المعقول هو أن يكون أمر تجارة البنقو وزراعته من الأمور التي تدور في السر بعيداً عن العيون..لكن الغريب أن يتم إشهارالإعلان عن انعقاد مؤتمر للمتعاملين بالبنقو..والأعجب أنيكون توقيته رداً على)حملات حكومية(ضد تجارة المخدرات..مهما كان شكل هذه الحملات وأهدافها الحقيقية (فالانقلاب له أغراضه الخاصة ولا يمكن أن يكون من أعداء البنقو والمخدرات)..! حيث أننا أصبحنا بعد ما رأيناه من الإنقاذ لا نستغرب رعايتها للمخدرات فقد كانت تستوردها بالحاويات عبر المنافذ الرسمية…!
لقد كان حضور المؤتمر مشهوداً..في منصته رئيس اتحاد المروّجين بالسودان، ورئيس فرعية شرق دارفور..! وذكر مصدر حكومي كما نقل عنه (موقع دارفور 24 ) أن كبار التجار والمروجين توافدوا للمؤتمر وبحثوا كيفية (حماية قوافل نقل المخدرات) من المناطق الزراعية بمحلية الردوم – جنوب دارفور (منطقة حدودية بين السودان وإفريقيا الوسطى وجنوب السودان ذات غابات شائكة يصعب دخولها) مرورا بشرق دارفوروكردفان حتى العاصمة باستخدام الدراجات النارية وسيارات الدفع الرباعي المزوّدة بالأسلحة الحديثة..!!
قلنا لا بد أن هناك شيئا خفياً في هذا الأمر..! ولكن وردت إشارات على غاية الأهمية بين سطور ما كتبه صديقنا الحقوقي المناضل الأستاذ “محمد بدوي” وهو على معرفة بما يتحدّث عنه وبالطبيعة الغابية الحصينة الشائكة للمنطقة المعنية (الردوم)..وهو يحذّر من الارتباط بين انتشار السلاح وسهولة تكوين المليشيات وبين زراعة هذه النبتة ذات العائد المالي الضخم..! كما انه يشير خلافاً لكثير من المداخلات عن هذا المؤتمر إلى (استخدامات أخرى للبنقو) غير ما هو معروف..ويقول بدوي إن البنقو يدخل في الصناعات الدوائية والطبية..وهو يدعو – كما فهمت من مقاله- إلى تقنين زراعته ومراقبة حلقات إنتاجه وإدخاله في دائرة الاقتصاد بدلاً من المداهمة التي لا تفلح دائماً في مكافحة زراعته وتوزيعه…!
الناس يعرفون إن الإنقاذ كانت تتاجر بالمخدرات وأنها أوجدت واقعا قانونياً وإدارياً يخدم أهدافها..كما يعرفون أنها غير العائد المادي الضخم..كانت تعمل (قصداً وإستراتيجية) لنشر المخدرات بين الشباب..! وهي حسب أن ذلك يلهيهم عن مقاومة نظامها أو الاهتمام بأمر وطنهم وشؤونه العامة….!!
ثم إن القرائن لا تستبعد أن يكون لبعض الحركات المسلحة والمليشيات (ارتباط ما) بتجارة البنقو من اجل عائده (وطبعاً ليس للأغراض الطبية والدوائية)..!! وهنا يجب أن نضع أعيننا على هذه (العلاقة التبادلية)..ولا تقل لي القائد فلان و(الكوماندر عِلّان) والكفاح المسلح والدفاع عن الديمقراطية..! لقد انكشفت عورة معظم هذه الحركات عندما جاء (لورداتها) إلى الخرطوم وبان المستور (ولم ترَ عيناك إلا النور)..!!
لا نريد أن يكون رد الفعل تجاه هذا المؤتمر هو (التفاعل اللحظي) ثم النسيان الكامل كما هو شأننا مع كثير من الوقائع والأخبار….فماذا نحن صانعون بعد أن اشتغلنا لفترة بخبر هذا المؤتمر..؟!
لا بد عندما يهلّ علينا الحكم المدني وأنوار الديمقراطية أن نضع هذه القضية بكل جوانبها على طاولة مؤتمر علمي وبحضور كافة الأطراف المعنية..وما أكثر ما ينتظر الوطن من مهام ..! فعلى هذا السبيل يكون تفكيك الإنقاذ الحقيقي من الجذور وإزالتها من كل الميادين التي لوثتها..فقد كانوا حقاً من الأراذل الذين يسعون بنزعات شر شيطانية لإفساد كل ما هو حق وخير وفضيلة..!
الله لا كسّب الإنقاذ ..لعنة الله عليها (في كل لمحة ونفَس وعدد..وما وسعه علم الله)..اللهم ألعنهم كما لعنت أصحاب السَبت..اللهم اجعلهم قردة خاسئين..عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين…!
الجريدة