كان الذين يراهنون على عدم نجاح العملية السياسية، من العاملين على هزيمة إتفاقها، أوالمؤلفة قلوبهم مع الفلول، أو الذين ظلوا في خدمة الانقلاب يعملون بجهد لأجل شرعنته وإطالة عمره ، كانوا جميعهم يتحدثون عن ان الوصول الى نهايات العملية السياسية هو أمراً مستحيلاَ، لا يمكن أن يتحقق ، يقدمون الحجج والبراهين ويعتمدون على خلفية مهزوزة من الثقة عند العسكريين حيث لا يختلف معهم فيها أحد.
لكن وبعد أن اعلن الناطق الرسمي باسم العملية السياسية المهندس خالد عمر يوسف، عن توقيع الاتفاق النهائي في مطلع أبريل القادم، وان التوقيع على الدستور الانتقالي في السادس من أبريل القادم، على أن تبدأ تشكيل مؤسسات السلطة الانتقالية يوم الحادي عشر من أبريل نفسه، اصبح الإستهتار بإتمام الإتفاق ضرب من ضروب ( الهضربة ) السياسية فكل الذين كانوا ينتظرون فشل العملية السياسية عليهم ضرورة الإعتراف بفشلهم في امرين الأول انهم عجزوا في تقديم حلول بديلة للخروج من نفق الازمة التي تعيشها البلاد بعد قرارات ٢٥ اكتوبر ، والثاني ان الذين أعدوا العدة لإجهاض الإطاري فشلوا تماما في ذلك بالرغم من استخدامهم كافة الطرق والحيل.
وفشل كل القوى السياسية المناهضة للاطاري شي، وفشل الفلول شي آخر، لأن الفلول كانت واقفه خلف كل المبادرات الذي كتب الله لها ان تولد ميته ، وكانوا هم الأيادي التي ترفع كل الشعارات والواجهات المظلمة والمضيئة
فحتى حالة الإضطراب التي ظهرت في الخطاب العسكري هي ترجمة لبكائيات على بوابة المغادرة، فأهل الطب النفسي يقولون انه ومثلما الصدمات يمكن ان تجعل الشخص في حالة صمت دائم، فكثرة الحديث غير المتزن أيضاً واحدة من اعراض الصدمة شديدة التأثير، فالعسكريون اصبحوا يستهلكون الجُمل والعبارات وكأن شعورهم بالضعف اكبر من شعورهم بالقوة، فما الذي تخشاه المؤسسة العسكرية حد(التهريج) اليومي ما الذي يقلقها !!
اما حديث القائد بالأمس عن انه لابد من ان تكون هناك قوى سياسية حقيقية وليست مزيفة تستعين بالبدائل، فهذه وحدها أكثر علامات الصدمة السياسية فالقوى السياسية المزيفة هذه وقع معها البرهان وسيسلمها الحكم وبدائل الجيش هو أول من عارض من قبل وجودهم، عندما طالبت الثورة بجيش واحد قال البرهان وقتها ( دقلو ماعاش من يفصلنا ) !! والغريب أن لا الثورة ولا القوى السياسية تريد بديلاً للمؤسسة العسكرية، لكن رغبتها ورؤيتها واضحة في الإصلاح وفي سوء القيادة.
لذلك طالما أن العملية السياسية ماضية وضربت لها الأطراف موعدا لنهايتها يبقى أن هذا هو الحج الذي يُجب ما بعده واختيار إبريل له دلالاته العميقة ومعانيه في نفوس الشعب السوداني، فعظيم ان تكون نهاية حكم المخلوع في ابريل ونهاية الإنقلاب فيه، فابريل ثورة والإنقلاب أكبر الكذبات .
طيف أخير:
كل انجازات الجنرال في عام ونصف من عمر انقلابه انه بدأ حكمه بافتتاح مركز للبيع المخفض وسيختمه بافتتاح سوق للبيع المخفض!!
صحيفة الجريدة